وصلت حدة أزمة العطش وموجة الحرارة التي تمر منها بعض المناطق المجاورة لمدينة مكناس إلى ذروتها، إلى جانب الجفاف الذي تعرفه مجموعة من «السقايات»، وعلى الخصوص بدوار أيت عثمان احمارين بالجماعة القروية مجاط، حيث يعاني السكان منذ أكثر من سنة من العطش وأزمة حادة في مياه الشرب. إلى حد هجوم جحافل من الضفادع وبعض الزواحف التي تظهر خلال فصل الصيف ليلا على منازل هؤلاء السكان بحثا عن قطرة ماء لتروي عطشها، الأمر الذي دفع ببعض الآباء إلى قضاء الليل في عملية جمع أعداد كبيرة من هذه المخلوقات، ليتم نقلها بعيدا قصد التخلص منها، خصوصا وأنها أضحت تسبب في حالة من الرعب والخوف لدى النساء والأطفال. وأفاد جمال عبيزة فاعل جمعوي في اتصاله ب» المساء « بأن الوضع أصبح مقلقا للغاية، ويهدد بنفوق عدد كبير من هذه الضفادع وبعض الزواحف الأخرى بسبب حدة العطش، مشيرا إلى أن هذه المخلوقات لم تعد قادرة على الصمود ومقاومة العطش، وهذا ما جعلها تباغت السكان في منازلهم بشكل لم يسبق له مثيلا، من أجل البحث عن قطرة ماء بعد جفاف متعمد ل»سقايات» الدوار. وقد خلفت هذه الظاهرة حالة من الإزعاج لدى مجموعة من الآباء الذين أضحوا يقضون الليالي في عملية إبعاد هذه الضفادع عن منازلهم، لكن سرعان ما تعود في اليوم الموالي بشكل غريب ولا يصدق. وأضاف المصدر بأن المشكل أساسا سببه جفاف مجموعة من «السقايات» المنتشرة بالمنطقة، والتي كانت هذه المخلوقات تقصدها كل سنة خلال موسم ظهورها للاستفادة من مياهها. قبل أن يتم الاستيلاء من طرف أحد الأشخاص على البئر الذي يعد المزود الرئيسي لهذه «السقايات»، إذ أقدم هذا الأخير على تحويط البئر المذكور بسور ليتم ضمه إلى مسكنه بالرغم من أنه يوجد في أرض تابعة لمسجد الدوار. إضافة إلى أن هذا البئر مشيد من طرف وزارة التجهيز منذ سنة 1988، وظل السكان يستغلونه منذ ذلك الحين. كما صرفت على عملية صيانته وبناء مجموعة من «السقايات» أخيرا ما يقارب 50 مليون سنتيم من طرف لجنة من الوصاية. قبل أن تسبب عملية الاستيلاء على هذا البئر في قطع صبيب المياه على كل هذه «السقايات» المنتشرة بالمنطقة، في عملية وصفها المصدر بأنها انتقامية من السكان بسبب دوافع سياسية محضة. وارتباطا بالموضوع سبق للسكان أن نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية إضافة إلى رفعهم مجموعة من الشكايات إلى مختلف المسؤولين، إلا أنه بدون جدوى. كما سبق وأن تم إعداد روبورتاج تليفزيوني في الموضوع من طرف قناة تمازيغت، حيث كشف من خلاله معدوه جانبا كبيرا من المعاناة التي يعيشها سكان هذه المنطقة التي تزخر بفرشة مائية، لكن الوضع ظل على حاله بسبب نفوذ مستغل هذا البئر وعلاقته بمسؤولين كبار حسب المصدر نفسه .