نظم عشرات المواطنين من دائرة إملشيل في إقليم ميدلت مسيرة العطش، يوم الخميس الماضي، نحو أنفكو، احتجاجا على غياب الماء وما يتكبدونه من معاناة من أجل تأمين شربة ماء لأسرهم، وتنديدا بتوقف أشغال ربط دواويرهم بهذه المادة الحيوية. وأكدت مصادر من المنطقة أن مسيرة الغضب تمت مشيا على الأقدام، حيث قطع المحتجون، الذين اختلفت أعمارهم، مسافات طويلة تطلبت المشي يوما بكامله، ابتداء من الساعات الأولى من الصباح إلى حدود السادسة مساء، قبل أن يعود المحتجون على متن شاحنات إلى دواويرهم. وأضافت المصادر نفسها أن سكان أزيد من 200 منزل في المنطقة يعانون من غياب الماء، وأن معضلة غياب هذه المادة الحيوية تفاقمت في شهر رمضان، إذ يضطرون إلى قطع العديد من الكيلومترات لجلب الماء إن وُجِد، وهو ما يعرض صحتهم للأخطار، بسبب الارتفاع في درجة الحرارة، خاصة أن هذه المهمة تقوم بها نساء المنطقة بالخصوص، إذ تجتمع عشر نسوة أو عشرون ترقبا لأي خطر قد يلحق بهن ويتوجهن للبحث عن آبار لجلب المياه وسط الجبال، وهي المأساة التي تشتد أكثر فأكثر مع حلول موسم الشتاء، حيث تُجَمد الثلوج عملية البحث عن الماء، وهي مشاهد ومعاناة تأقلم معها السكان لسنوات طويلة، غير أنهم استبشروا خيرا بالمبادرة التي كانت قد انطلقت أشغالها، ويتعلق الأمر بمشروع حفر بئر، إذ تم في هذا الصدد إحداث عشر سقايات للماء على أساس ربطها بماء البئر، إلا أن المشروع تعثَّر وتم إيقاف الأشغال، وهو ما أثار غضب السكان وخيب آمالهم، بعد أن ظنوا أن معاناتهم مع الماء ستنتهي مع هذه البئر التي لم يُكتَب لها أن تنجز. وأكد مصدر مطَّلع أن مشروع ربط مجموعة من الدواوير بالماء الذي ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي بلغت الميزانية التي رُصِدت له 180 مليون سنتيم، بدأ مختلا منذ البداية، إذ إن السقايات لم تُنجَز بشكل جيد وأن المشروع تميَّز بالعديد من الاختلالات التي شكلت حائلا أمام تجنيب السكان، خاصة سكان دوار «أقدم»، معاناة البحث عن قطرة ماء كثيرا ما تكون محفوفة بالأخطار.