شرعت السلطات المحلية بطنجة صباح أمس الأربعاء في عملية إخلاء الشقق المحتلة بمجمع «العرفان»، التي اقتحمها مهاجرون يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء بشكل غير قانوني، وعلى غير العادة تمت عملية الإخلال، إلى حدود الساعات الأربع الأولى بدون مواجهات، ووسط حضور أمني مكثف. وكانت قوات الأمن والدرك، معززة بعدد كبير من أفراد القوات المساعدة وسيارات التدخل السريع، قد انتشرت مثل عصر يوم الثلاثاء بمجمع العرفان بحي بوخالف، بعد انقضاء المهلة التي حددتها وزارة الداخلية لمحتلي الشقق من أجل إفراغها، وقد كانت المفاجأة هي استجابة جل المهاجرين الأفارقة لهذا التحذير، حيث شرعوا فعليا في جمع أمتعتهم استعدادا للمغادرة. وفي حدود الساعة السادسة صباحا، بدأت عملية الترحيل عمليا، حيث تم توفير مجموعة من الحافلات لنقل المفرَغين خارج مجمع العرفان، وحسب مصدر أمني فإن هؤلاء سيتم نقلهم صوب مراكز الإيواء بعدة مدن منها أكادير ومراكش ووجدة، إلى حين النظر في أمر ترحيلهم صوب بلدانهم الأصلية أو تسوية وضعيتهم القانونية بالمغرب. عملية الإخلاء التي تمت أمام أعين سكان الحي وبعض أصحاب الشقق المحتلة، إلى جانب ممثلين عن هيآت حقوقية، لم تشهد أي صدام عنيف بين السلطات والمفرَغين، على عكس المتوقع، إذ كان القلق والترقب يسودان المنطقة مع اقتراب ساعة تنفيذ قرار الداخلية مخافة تكرار سيناريو العام غشت من العام الماضي الذي شهد مواجهات عنيفة بين الأمن والأفارقة. غير أن المنطقة رغم ذلك شهدت حالة وفاة، وتتعلق بمهاجر من ساحل العاج سقط من الطابق الرابع لعمارة، ليفارق الحياة بعد وصوله إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس، وحسب مصدر طبي فإن الضحية الذي قُدِّر عمره بما بين 25 و30 سنة، توفي نتيجة إصابة في الصدر أدت إلى نزيف دموي داخلي، ولم يعرف بعد ما إذا كان الضحية قد انتحر احتجاجا على ترحيله أم أن الأمر يتعلق بحادث. وكانت وزارة الداخلية قد أصدرت بلاغا يؤكد أن «مواطنين أجانب من إفريقيا جنوب الصحراء قاموا باقتحام واحتلال شقق بشكل غير شرعي في ملك الغير في حي العرفان التابع لمقاطعة بوخالف في مدينة طنجة». وأضاف البلاغ أنه «إذا لم يتم إخلاء الشقق في غضون 24 ساعة، فإن السلطات ستكون مضطرة للتدخل لإجلاء المحتلين من أجل إعادة الشقق المذكورة إلى أصحابها طبقا للقانون الجاري به العمل»، وكانت الداخلية قد اتخذت هذا القرار بعد تزايد شكاوى المواطنين الذين احتلت شققهم بشكل غير قانوني.