كثيرة هي الكتب والإصدارات التي تطرقت لموضوع كرة القدم والسياسة. وكثيرون هم المختصون والباحثون الذين حاولوا رصد الخيوط الفاصلة بين هذه الرياضة وبين السياسة، فوجدوا أن الكرة توجد في قلب السياسة، والسياسة توجد في قلب الكرة. من أبرز الكتب التي صدرت في فرنسا هناك كتاب «كرة القدم والسياسة: الألعاب الخطرة»، لمؤلفه بنجامان دانيت، وهو كتاب يرسم ملامح تداخل الكرة مع السياسة في عدد من الأندية الفرنسية، ويكشف استغلال سياسيين فرنسيين للكرة من أجل خدمة أهدافهم وأجنداتهم السياسية. يتحدث الكتاب، من بين أشياء أخرى، عن أندية فرنسية عريقة مثل أولمبيك مارسيليا ونادي ليل وباري سان جيرمان وفريق سانت إيتيان وغيرها من الفرق التي طبعت عالم الكرة في فرنسا، كما أنها كانت محطة أساسية قفز عبرها السياسيون نحو المناصب والمسؤوليات الكبرى. يورد كتاب «الكرة والسياسة الألعاب الخطرة» علاقة عمدة باريس مع الكرة، وارتباط أشخاص مثل بيرنار تابي وغاستون دوفير مع فريق مرسيليا، والحب المشبوه الذي يربط أندري دوليليس مع فريق لانس، وقضية الصندوق الأسود لفريق سانت إيتيان، والذكريات المثيرة لميشيل هيدالغو، مدرب المنتخب الفرنسي في أيام مجده، مع كبار قادة الجمهورية الفرنسية. الأسماء الواردة في هذا الكتاب كثيرة، وهي أسماء جعلت من كرة القدم قنطرة عبور ضرورية نحو مجدها السياسي أو الإعلامي، مثل بيرنار تابي وبيار موروي ومارتين أوبري وكاترين تراتاومان وماري جورج بوي ودانيال كوهن ونيكولا ساركوزي وفيليب سوغان وجان تيبريري وآخرين. في فرنسا يوجد أيضا كتاب آخر يتطرق لنفس الموضوع، وهو كتاب «كرة القدم والسياسة: سوسيولوجيا تاريخية»، لمؤلفه باتريك فاسور. يحكي هذا الكتاب عن واقع لعبة كرة القدم على مر تاريخها، وكيف أثرت في واقع الأفراد والشعوب، وحددت في مرات كثيرة طريقة تفكير الناس. وفي كتاب آخر صدر أيضا بفرنسا تحت عنوان «نادي السياسة لكرة القدم»، يطرح المؤلفان، لوران جاوي وليونيل روسو، سؤالا كبيرا وهو: ماذا يفعل السياسيون في ملاعب الكرة؟ ويتساءل الكتاب بأنه من الصعب معرفة ماذا يفعل السياسيون في جو بارد جدا في ملعب لكرة القدم يحتضن مباراة مملة تنتهي بالتعادل صفر لمثله. أما الجواب فهو أنه لا بد من وجود دافع قوي يجعل السياسيين يقطعون صلاتهم مع العالم ليتتبعوا مباراة مملة في كرة القدم، ومن بين هذه الدوافع وجود جمهور كبير في ملاعب الكرة، وهذا الجمهور هو الذي يصوت في الانتخابات البلدية والبرلمانية، خصوصا أن ملاعب الكرة هي الوحيدة التي يمكن فيها للسياسيين أن يعثروا على الجمهور بسهولة كبيرة، وهذا الجمهور الذي يحب فريقه، يحب بطريقة غريزية السياسيين الذين يتعاطفون مع فريقه، وبذلك يتداخل الرياضي بالسياسي وبالانتخابي. وفي إسبانيا، يعتبر كتاب «وطن الهدف: الكرة والسياسة في الدولة الإسبانية»، من أبرز الكتب التي تتطرق لهذا الموضوع الشائك. يقول مؤلف هذا الكتاب، دانييل غوميز، إن كرة القدم في إسبانيا قضية دولة، وأن السياسة العليا للبلاد تختلط مع الأهداف، وأن هذه الوضعية ليست جديدة في عالم الكرة، بل نشأت مع نشوء أول نوادي الكرة في البلاد مثل أتلتيكو بلباو وريال مدريد وبرشلونة. يعتبر الكتاب أن كرة القدم كانت دائما بمثابة مكبر صوت للوطنيات والقوميات والانتماءات الجهوية في إسبانيا، وأن الكرة تحرك المشاعر أكثر مما يحركها أي شيء آخر، وهذا ما اكتشفه السياسيون في وقت مبكر واستغلوه أحسن ما يكون الاستغلال. ويشير المؤلف إلى أن فريق ريال مدريد مثلا، كان خلال حكم فرانكو يعبر عن المواقف الوطنية الأكثر صرامة، وكان فريق برشلونة يمثل العكس من حيث النزعة الكاتلانية، وفريق بلباو يفعل ذلك مع القومية الباسكية.