لم تصدق قلة من النواب والنائبات، الذين واصلوا الاستماع إلى أسئلة زملائهم وأجوبة أعضاء الحكومة، مساء أول أمس بمجلس النواب، ما فاهت به النائبة فتيحة البقالي، من فريق حزب الاستقلال، حينما قالت إن في الأسواق المغربية مصاحف مستوردة، وأخرى مطبوعة بالمغرب، تعتريها أخطاء مطبعية ولغوية وسهو، الأمر الذي يستدعي من القائمين على الشأن الديني سحبها فورا. وفي هذا السياق، أعربت النائبة البقالي عن استغرابها لما حصل من تشويه للمصاحف الموزعة في الأسواق المغربية، والتي لا يجوز أن يحصل فيها ذلك، لأن القرآن ليس كتابا عاديا، كما أن المغرب باشر إصلاحات تهم الشأن الديني، ولا يمكن للمصالح المختصة التي وضعت نصب أعينها طباعة المصحف الكريم برواية ورش إغفالُ تصحيح ومراقبة ما يوزع من مصاحف في الأسواق المغربية وبالمساجد. وأكدت البقالي أن الاشتغال بالقرآن الكريم يعد من أفضل العبادات وأعظم القربات إلى الله تعالى، لذلك اعتنى السلف بتعلمه وتعليمه وشرحه وتفسيره، ومنهم من تخصص في ضبطه وتحرير ألفاظه ومعانيه، ونظر آخرون إلى الحكم والأمثال وإلى جزالة اللفظ وبديع النظم، إضافة إلى من تخصص في تحفيظه ونشر علومه، متسائلة عن الأسباب التي دفعت مصالح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى عدم الانتباه إلى الأخطاء التي اعترت بعض المصاحف، حيث أحصت ألف خطأ، حسب ما صرحت به ل»المساء». ومن جهته، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، «إن عنايتكم سيدتي النائبة بالموضوع كعناية المغاربة به وعناية أمير المؤمنين الملك محمد السادس حامي الملة والدين»، مؤكدا أن النص القرآني الذي اعترته أخطاء طبعته مطبعة بجهة الرباط، فضل عدم ذكر اسمها، مضيفا أن صاحبها رجل حاذق ومتعلم ومهتم بأصول الدين، وقع في زلة أثناء جمع القرآن، حيث سقطت آيات فوقع له خلط أثناء جمعها. وقال التوفيق إن مصالح الوزارة سحبت النسخ المليئة بالأخطاء فور علمها بذلك، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس سبق له أن قدم له توجيهات سنة 2005 بإحداث مطبعة خاصة لطبع المصحف الشريف وإحداث مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف، حيث اشتغل الجميع على ضوء هذه المقترحات النيرة، وتم تجهيز المطبعة بمعدات وصلت تكلفتها إلى نحو 70 مليون درهم، كما سيتم إصدار النص القانوني المؤطر لمؤسسة محمد السادس في الأسابيع المقبلة. وأوضح التوفيق أن لجنة من العلماء الأجلاء سيمنحون العناية اللازمة لإصدار ما وصفه ب«المصحف المحمدي» برواية ورش، إذ سيتم نسخ مليون نسخة سنويا بمختلف الأحجام، منها ما سيتم تصديره إلى الدول الإفريقية التي تقرأ القرآن برواية ورش.