مرة أخرى، تكرم علينا التلفزيون العمومي مشكورا ببرامج رمضانية.. اللي ماعمرو شاف السبيطار تدخلو ليه.. مرة أخرى، طرحنا على أنفسنا السؤال/اللغز، آش غادين يديرو لينا فرمضان؟ كنت أعلم قبلها أنني أملك الإجابة على سؤال كهذا.. أعرف أننا أمام تلفزيون مغربي تعود منذ سنين أن يوزع كبسولات التفاهة على المشاهدين.. كانت أخبار البرامج الرمضانية تأتي مختصر ة عبر صفحات الجرائد.. فقد كلفت البرمجة الرمضانية لقنوات دار البريهي نحو 30 مليون درهم خلال هذه السنة، الرقم كشف عنه فيصل العرايشي الذي اعتبره انخفاضا نسبيا لن يؤثر على مستوى البرامج والمسلسلات المبرمجة في شهر رمضان.. راهنت دار لبريهي في برمجتها الرمضانية على الإنتاجات الوطنية، وذلك من خلال أعمال فكاهية لاستقطاب المشاهدين في فترة الإفطار.. لكنها راهنت على الحصان الخاسر، فقد جاءت البرامج في يومها الأول مملة جدا.. ولا أعتقد أن أحدكم سيتردد هذه المرة ليحول لبريد لعرايشي رسائل العتاب.. فهل قدرنا، أن نصطدم ساعة الإفطار مع برامج الضحك الباسل.. قدرنا أن نهرب من الدوزيم للأولى.. نهربو من زوبية ونطيحو فبير.. ولكن، هل قدرنا أن نتجرع في كل رمضان مرارة برامج باسلة؟ وكيف تصر تلفزتنا على تكرار أخطاء سنوات مضت؟ وهل من الضروري الضحك في رمضان؟ لقد أنفق التلفزيون العمومي ملايير السنتيمات من أجل برامج حامضة.. همها الأول والأخير الضحك على الذقون.. لازين لا مجي بكري.. فكيف يعقل أن يعمل التلفزيون العمومي على استبلاد المشاهدين من جديد، ويقدم برامج كثيرة يسميها مجازا فكاهية وهي ما فيهاش حس الضحك.. والنتيجة ضحك أشبه بالبكاء على المشاهدين.. تحقق معها دوزيم نسبة مشاهدة عالية، حتى أن بعض المتفرجين عاجبهم الحال.. كيدوزو الفقصة بجغيمة ديال لحليب.. فكيف نشجع الفن الهابط بالمشاهدة؟ من حسن الحظ أن تلفزتنا لم تقدم الكاميرا المفضوحة.. عرفات باللي بنادم هاجرو مع هاد لغلا ديال الأسعار.. ولكننا سنعاني حتما من سدان الشهية مع برامج أخرى ساعة الإفطار.. ولن نتوقف عن الانتقادات اللاذعة لأعمال رمضانية مرتجلة، لم يراع فيها أصحابها خصوصيات العمل الهادف الذي يبتعد عن الميوعة والابتذال.. وبرغم ارتفاع نسبة مداخيلها الإشهارية خلال هذا الشهر تصر قناة عين السبع على صرفها في جلب مسلسلات مكسيكية وتركية بعد رمضان.. حتى ولاو الممثلين الأتراك كيعرفونا… وحده المواطن المغربي من يؤدي ضرائب مقابل خدمات لا يتلقاها مادامت فرجته مؤمنة من قنوات عربية وغربية أخرى. الأدهى من ذلك أنه بعملية حسابية بسيطة سنجد أن تلفزيون القطب العمومي يكلف كل مواطن مغربي يتفرج عليه حوالي 113 ألف درهم للمتفرج، وتشير الإحصائيات إلى أن أقل من 10 ملايين مواطن فقط هم من يشاهدون التلفزيون العمومي.. حيت ما فيه ما يتشاف، وهذا معناه أيضا أن هذه القنوات العمومية تكلف المواطن المغربي أموال كثيرة من خلال الضرائب المفروضة على المواطنين. كما تكلفه أكثر من ذلك قليل من المشاهدة وكثير من الفقصة، وشي دريهمات مع الفاكتورة ديال الضو.. كيف تختار الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون أعمالها؟ ولماذا تفضل في كل رمضان أن تتعامل مع نفس الوجوه، ولماذا تصر على تحطيم أرقام قياسية في إنجاز برامجها.. صَورْ فشعبان وتفرج فرمضان.. وهل من المعقول أن تتقاسم كعكة التلفزيون نفس شركات الإنتاج كل رمضان؟ رمضان كريم، واللهم إني صائم..