لماذا نؤخر عمل اليوم إلى الغد، ونخلص لشعار اللي بغا يربح راه العام طويل؟ وهل فعلا اللي زربو ماتو؟ الذي أعرفه أن زواج ليلة تدبيرو عام، ولفياق بكري بالذهب مشري.. ولكن كل الحكم والأمثلة الشعبية لا تنطبق على العمل داخل قنوات القطب العمومي، التي تفضل عادة أن تسجل أعمالا كبيرة في أسرع وقت ممكن.. لا يهم الكيف ولكن الكم هو الأهم.. فكيف نحلم بأعمال تلفزية جيدة في رمضان وهي التي شرع في تسجيلها في شعبان؟ يحتاج منا الأمر فعلا لمائدة مستديرة ونقاش وتحليل.. خاصة وأن العملية تعد بالملايير.. أقل من شهر يفصلنا عن شهر رمضان الفضيل.. الشهر الذي تستعد له كل الأسر المغربية بتحضير الشباكية و»سلو» وغيرها من لوازم مائدة الإفطار.. وحتى التلفزيون العمومي صرف مبالغ مالية ضخمة من أجل تحضير برامج رمضانية مختلفة.. وسنكون مضطرين، ككل سنة، لأن نحلي صيامنا بسيتكومات فكاهية.. بعد أن شبعنا (فقصة) طيلة سنوات مضت مع سيتكومات قيل عنها إنها كوميدية.. غير الفم وما جاب.. وستتكرر معاناة المشاهد المغربي مع برامج لا يمكن الحكم عليها مسبقا، حتى وإن كان أحد مخرجيها قد اعترف بعدم جودتها بحكم المدة القصيرة لإنجازها.. ما كاين غير كور وعطي للعور.. برامج وافق عليها التلفزيون في الدقيقة التسعين.. أياما قليلة قبل رمضان... وأدعوكم سادتي لتحكموا على النتيجة بأنفسكم.. شوف وحكم.. وأتساءل كيف يصرف التلفزيون العمومي أموالا كثيرة على برامج ديال الضحك؟ وهل نحن ملزمون بالضحك في رمضان دون غيره من الشهور؟ وكيف يتطلب إنجاز مسلسل رمضاني ملايين السنتيمات.. وفكباري.. وفرمضان؟ وفي وقت كانت تتسابق فيه قنوات العالم العربي لتقديم مسلسلات جديدة.. كنا نستمتع حينا، ونتفقصو حينا آخر بحلقات مسلسل تنصيب رئيس جديد لجامعة الكرة.. والبحث عن مدرب للمنتخب الوطني.. بعد أن أخلصت الجامعة بدورها لشعار «غير بلمهل كيتكال بودنجال».. قبل أن تنتهي الحكاية المثيرة بتنصيب الزاكي مدربا للأسود.. وليس لقجع وحده من سبق لإنجاز التأخير.. فقد سبقه لذلك علي الفاسي اللي «عام وما بغا البحث ديال المدرب عندو يتم».. وتأجيل عمل اليوم إلى الغد عادة داخل كل الأسر المغربية، فحتى حزم حقائب السفر عندنا لايكون إلا في اللحظات الأخيرة، ننسى معها عادة العديد من اللوازم الضرورية.. وإذا طلبت غرضا من شخص ما، يقول لك غير بالشوية عليك مالنا آش تابعنا، وقد يلزمك يوم كامل إذا أردت الحصول على وثيقة يتطلب التوقيع عليها بضع ثوان فقط... تا مالنا آش زاربنا.. أما الحكومة فإنها تحارب التأخير في حل المشاكل العالقة بشعار عين ما شافت، قلب ما وجع وكم حاجة قضيناها بتركها.. وإذا تأخرت الحافلة عمدا عن موعد وصولها وأردت الاحتجاج، يخبرك راكب أنهكه الوقوف طيلة المسافة.. (ما تصدعناش لاكنتي زربان خود ليك طاكسي).. ولماذا نكون مضطرين لحفظ دروسنا ليلة الامتحان؟ لقد تعلمنا، أن نؤخر كل أعمالنا بحجة أو بدونها.. ونتأخر في مواعيدنا عمدا أو عن غير قصد.. ونتمتم بتعليق لا يكاد يسمعه أحد.. اللي بغاها الله هي اللي كاينة.. فلا تتعجبوا من رداءة برامج رمضان التلفزية، لأن المعنيين لم يمنحوها وقتا كافيا للإنجاز.. فالتلفزيون تعود منذ قديم الزمن باش «يحسن غير باللي كاين»..