كاينين شي مبدعين حقيقيين كيتعرفو على الصعيد الوطني بلاما يدوزو لا في التلفزيون ولا في الراديو. وهذا واحد منهم. بل في اعتقادنا أكبرهم وأكثرهم إبداعا. جل الفنانين والمبدعين سمعوا عنه وعن طرائفه ونوادره. أكثر من ست سنين باش مات مسكين: إنه سعيد الصديقي المعروف بعزيزي. عزيزي ظاهرة فكاهية بامتياز، ومازالت أقواله تتردد بين الأفواه هنا وهناك. إنه فليسوف السخرية المغربية بدون منازع. گال ليك عزيزي غيقضي الليلة عند شي صاحبو، وملّي بغى ينعس، گال ليه صاحبو: سد الشرجم، راه كاين البرد، بَرّا. وأجابه عزيزي: واخا نسد الشرجم غا يبقى البرد برا. عميق! الفكاهي الساخر ما كيخليهاش تطيح للأرض. كيشْقَمها فالسّما. گالت ليه الخدامة ديال صاحبو واحد الصباح: باش بغيتي تفطر أعزيزي؟ أتايْ ولا الحريرة؟ فأجابها: جيبي شي حريرة وضرگي زلافتك. ما عرفناه طباق ولا جناس، المهم هذا كلام عزيزي. واحدا النهار كانو السنان طاحو ليه. وگال ليه صاحبو: - وصاوْبْ فمك أعزيزي. فأجابه هذا الأخير: - باش نصاوب فمي؟ بالفُمْ؟ الضحك عند عزيزي كالمشي على الأقدام، وسحر الإضحاك عنده كان فنا ليس مجانيا. بل كان يختار الكلمة المناسبة في السياق المناسب. وهو ضحك ذكي لأنه يضحك عن كل ماهو بليد، وتتحول عنده السخرية سلاحا في مواجهة الغباء والبلادة. واحد النهار عطى ورقة ديال عشرة الدراهم لشي واحد باش يجيب ليه الگارو. وهذاك خونا فاللّه ضْرَبْها بسلتة ومارْجَعش. دازت أيام وأيام، وهو يدخل إلى المقهى وشافو عزيزي وگال ليه: أجي أسي: هاك! ها عشرة الدراهم خْوْنْها. وهاك عشرة الدراهم أخرى، شري ليا بها الگارو. السُّمُو! السخرية بالتهكم والاستهزاء بعيدا عن الإهانة أو القبح المجاني أو الكلام السوقي أو المجازر الرمضانية. فكاهة مبنية أساسا على الضحك التلقائي ذي الطابع الارتجالي. سولوه: آش ظْهْرْ ليك أعزيزي فداك الشي اللي وقْع فالصخيرات. وأجاب: ما كنعرفش أنا الصخيرات. أنا كنعرف غير السكيرات والشخيرات. كان عزيزي مثقفا حقيقيا، شغوفا بقراءة أمهات الكتب وآمن إيمانا راسخا بمقولة بومارشي الشهيرة: «أبادر بأن أضحك على كل شيء، خوفا من أكون مضطرا للبكاء على كل شيء». گال ليه واحد المغني معروف: أنا ياعزيزي مَلّي كنْغَني، عندي مشكل ما كنعرفش آش ندير بيدي. فأجابه المبدع: ديرْها على فمك، وهنّينا من الصداع. بالصح، تفوق عزيزي بالضحك على خوفه من ذاته، ومخاوفه من الآخرين أيضا. أبدع في مجال السخرية ليهرب من عزلته أو انعزاله. دخل إلى المقهى ثلاثة من الرجال يحلقون على مشيتهم. وسأل عزيزي صاحب المقهى: شكون هاد عباد الله؟ أجاب صاحب المقهى: سينمائيون. فرد عزيزي: سينماهم على وجهوههم، وهم يعلمون. وبطريقة جحاوية دخل يوما إلى بار ووجده خاويا من أي زبون، فخاطب مول البار: عطيني واحد البيرة، وديرْ واحد التورني جنيرال. بالطبع، ضحك مول البار، حكى القصة طيلة النهار للزبناء الذين حضروا من بعد، وانتشرت إلى أن وصلت إلى المسامع اليوم. كان الرجل يحب الشاعر محمد خير الدين ويحب كتاباته. فواحد النهار، خير الدين گال لعزيزي: باش تفْهَمْني خصك «ديكسيونير»، أجاب عزيزي: أنا كنفضل الديكسيونير. ومرة أخرى، دائما مع محمد خير الدين في بار من بارات كازانيگرا، أراد عزيزي أن يقدم داموح إلى صديق فقال: أقدم لك صديقي محمد خير الدين. قال الصديق: أعرفه: C›est un grand homme de lettres رد عليه عزيزي: Non; C›est un grand homme de litres كان بارعا في اتفان اللعب بالألفاظ والتلاعب بالكلمات، وكانت لديه سرعة البداهة بدون أدنى انفعال. كان هادئا رزينا خفيف الظل، وكان ينتزع الضحك حتى من الوجوه العابسة. كيتغدا واحد النهار مع واحد صاحبو، وهاد صاحبو بْغى يعيق عليه وگال ليه:أعزيزي كتاكل بحال شي Faucon رد عزيزي: وانت خويا، كتاكل بحال Un vrai con ومن مميزات عزيزي أيضا أنه يقول شيئا على نحو جاد في حين أنه لا يقصد في أعماقه أن يكون جادا. دخل واحد الشاب للبار، وفيه الهضرة بزاف والعياقة بزاف. وصبر عزيزي حتى عيا من الصبر، وسولو: آش كتدير أخونا انت؟ فأجاب الشاب بلغة الاعتزاز بالنفس: Je suis consultant فما كان من عزيزي إلا أن رد عليه في ثانية: Con; Cصest sûr: Sultan: Je ne sais pas قضى الليلة عند صديق له، وقبل أن ينام أعطاه الصديق إيزارْ ليتغطى به، وكان الليل باردا. وفي الصباح، طلب الصديق من عزيزي: كيف دوزتي الليلة؟ فقال عزيز Bi- ZARRE: كان عزيزي يكره تصرفات المدَّعين والعايقين بزاف. ذات يوم دخل انسان يشتغل في التمثيل، وبرزط البار. وسأله عزيزي: آش كتدير نْتَ. فأجابه الرجل: أنا ممثل أعزيزي. وفي اللحظة، رد عليه الفنان: حاشا ولا يتْمَثّل باش تكون ممثل. إن النظرة العقلية للفكاهة والسخرية عند عزيزي موجودة، وتكون سخريته اللاذعة أحيانا بمتابة الفعل التصحيحي لعيوب الفرد داخل الجماعة. خلاصة القول: إن الضحك حسب الفنان الطيب لعلج «أصبح نادرا في هذا الزمن الرديء، لكن الذي يستطيع أن يوزع البسمات على القسمات لا أجد له من التسميات غير: البطل». وعزيزي من الأبطال الكبار، هذا في تقديرنا على الأقل. وحين تم دفن هذا البطل، قال أخوه الفنان الكبير الطيب الصديقي: «أول مرة عزيزي عندو بقعة ديال الأرض فْمَلْكو». وهذه الجملة غنية عن كل تعليق. عفوا، فقيرة عن كل تعليق.