قال أمارتيا سين الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، إن مستويات السعادة قد تساعد في تشكيل السياسة الاقتصادية في العالم المتقدم بنفس الطريقة التي حازت بها مثل تلك العوامل شهرة في الدول النامية. وقال سين (76 عاما) إن نوعية حياة المواطنين ورفاهيتهم العامة، يجب أن تؤخذ في الاعتبار كمقياس عند النظر إلى مجمل النجاح الاقتصادي، خاصة وأن الدول المتقدمة تواجه مشاكل اجتماعية مثل البطالة رغم نمو الاقتصاد. وقالت فرنسا الأسبوع الماضي إنها تعتزم استحداث إحصاءات جديدة إلى جانب أرقام الناتج المحلي الإجمالي التقليدية، وذلك استجابة لتقرير أعده زميل سين الحائز على جائزة نوبل للاقتصاد جوزيف شتيجليتز ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوصي باستخدام السعادة ونوعية الحياة وتوزيع الدخل لتقييم النمو الاقتصادي. ورحب سين أستاذ الاقتصاد والفلسفة بجامعة هارفارد الأمريكية بتحرك فرنسا. وقال إن أخذ مثل هذه المؤشرات في الحسبان بدلا من الناتج المحلي الإجمالي، الذي يركز على جوانب محدودة ويمثل القيمة الإجمالية للسلع والخدمات التي تنتجها دولة ما من شأنه أن يحسن استجابة صناع السياسات لمشكلات الاقتصاد في أعقاب الأزمة المالية العالمية. وقال الاقتصادي المولود في بنجلادش «إذا كان لديك مؤشرات تركز على رفاهية الإنسان وحريته فيمكنك حينئذ بلوغ ذلك من خلال التفكير في القرارات المتعلقة بالسياسة في ضوء تلك المؤشرات.» وأضاف في مقابلة «إنها مسألة إدراك الحاجة للحوار ... ولاعتماد سياساتك في ضوء فهم أكثر وعيا بمحن الإنسان.» وفي التسعينيات ساعد سين في استحداث مؤشر التنمية البشرية، وهو إحصاء للأمم المتحدة يرتب مستوى التنمية في الدول على أساس الصحة والمعرفة ومستوى المعيشة. وعادة ما يجذب المؤشر السنوي انتباه صناع السياسات والمنظمات غير الحكومية ويبرز التفاوت بين الدول التي تتمتع بنفس المستويات لدخل الفرد. وقال سين إن على الدول المتقدمة أن تناقش الحاجة لمؤشرات أساسية بدرجة أقل من مؤشر التنمية البشرية، لكنها ستتيح فهما أفضل للقضايا الاجتماعية التي لا تغطيها إحصاءات الناتج المحلي الإجمالي. وقال «مثلا الوضع في أمريكا الآن حيث توقف الناتج المحلي الإجمالي عن الانخفاض وبدأ في الزيادة لكن كلما استمرت البطالة في الارتفاع فستظل حياة كثير من الأمريكيين غير مستقرة.» وأضاف «وبالنظر إلى هذه الحقيقة يتعين علينا تحويل اهتمامنا من الناتج المحلي الإجمالي إلى مؤشرات أخرى أكثر استجابة لمحن إنسانية مثل البطالة.» ونما الناتج المحلي الإجمالي في الولاياتالمتحدة بمعدل سنوي بلغ 3.5 في المائة في الربع الثالث من العام لتخرج البلاد من أسوأ ركود في 70 عاما. ورغم النمو الذي فاق التوقعات ارتفعت نسبة البطالة في أكتوبر إلى 10.2 في المائة، وهو أعلى مستوى في 26 عاما ونصف.