سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حداد يعترف أخيرا بأزمة القطاع السياحي ويطلق دراسة لتقييم رؤية 2020 قال إنه سينهي السنة بنسبة نمو بين 1 و2.2 في المائة مقابل توقعات بنسبة نمو 10 في المائة
اعترف لحسن حداد، وزير السياحة، بصدقية المعطيات المتداولة منذ مدة بشأن الأزمة الخانقة التي يعيشها القطاع السياحي الوطني، إذ كشف أن قطاع السياحة سينهي السنة الجارية بنسبة نمو تتراوح بين 1 و2,2 في المائة، بينما كانت التوقعات تشير إلى نسبة نمو 10 في المائة، مضيفا أن الصناعة السياحية الوطنية تمر بفترة تقلبات، لكن ذلك لا يعني عدم الاستثمار فيها، موضحا أن مبلغ 2 ,6 مليارات درهم الذي وافقت عليه، مؤخرا، لجنة الاستثمارات «يعكس ثقة المستثمرين في السوق المغربية. حديث وزير السياحة عن وجود أزمة خانقة تضرب القطاع يفسره فقدان الأعمال السياحية قرابة مليار درهم من مداخيلها، فضلا عن تراجع أعداد السياح القادمين إلى المغرب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية بنسبة 0.5 في المائة ما يعني فقط 1.9 مليون سائح، وتراجع عدد ليالي المبيت ب9 في المائة، فضلا عن تراجع المداخيل السياحية ب5.5 في المائة. وكانت أرقام عممتها الجمعية الوطنية لوكلاء الأسفار الفرنسيين تحدثت عن انهيار عدد حجوزات السياح الفرنسيين، الذين يشكلون أول زبون للمملكة، بما نسبته 42 في المائة، فضلا عن تراجع الأعمال السياحية الفرنسية داخل السوق المغربية بنسبة مقلقة تصل إلى 46 في المائة. أرقام أخرى تتحدث عن تراجع عدد ليالي المبيت بشكل ملحوظ في كل من مدينتي مراكش وأكادير، وهما المركزان الرئيسيان للنشاط السياحي في المغرب، بنسبة 11 في المائة و12 في المائة على التوالي. فيما فقدت مدن أخرى كطنجة والدار البيضاء نصيبا مهما من ليالي المبيت، بتسجيل تراجع في طنجة بنسبة 10 في المائة، وبنسبة 2 في المائة بالنسبة للعاصمة الاقتصادية. وقال وزير السياحة، إن الوزارة بصدد إعداد دراسة لتقييم رؤية 2020 في منتصف الفترة المخصصة لها، والتي ينتظر أن يتم نشرها ما بين أواخر سنة 2015 ومطلع سنة 2016. وأوضح حداد، في حديث لأسبوعية «فينانس نيوز» أن الهدف من هذه الدراسة هو مراجعة رؤية 2020 وتقويمها حسب التطورات التي تعرفها المنطقة والتحولات التي عرفتها صناعة السياحة. وأكد حداد أنه على الرغم من التراجع الذي يعرفه قطاع السياحة، فإن هذا الأخير قد بلغ مرحلة من النضج تؤهله لتحقيق النمو مجددا، من خلال الاستثمارات وإنتاج المزيد من القدرات. على صعيد متصل قال الوزير لحسن حداد إن الحكومة تضع القطاع السياحي على رأس الأولويات الاقتصادية الوطنية. وشدد في كلمة خلال اختتام منتدى الفيدرالية الوطنية للسياحة، الذي نظم حول موضوع «من 2010 إلى 2020 : أية دعامات بالنسبة للسياحة المغربية؟»، على انخراط القطاع العام للنهوض بقطاع السياحة بالمملكة وتنميته وتطويره، مضيفا أن «قطاع السياحة يعتبر رافعة لتحقيق التنمية وقطاعا مهما تعيش منه مدن بأكملها». وأشار إلى أن القطاع السياحي يواجه العديد من التحديات ذات طبيعة مختلفة، مما يفرض على جميع المتدخلين التوحد والتعاون ووضع اليد في اليد لتحويل هذه التحديات إلى فرص حقيقية، مستعرضا الفرص المرتبطة بالقطاع السياحي بالمغرب، ضمنها الاستقرار والتنمية المنشودة التي تشهدها المملكة واتساع دائرة الطبقة المتوسطة. ودعا حداد مهنيي القطاع إلى استثمار صورة المغرب في الخارج، وخاصة مدينة مراكش، للاستثمار في المجال الرقمي الذي يعد مستقبل القطاع، وتنويع الأسواق المصدرة للسياح والبحث عن أساليب جديدة للترويج لوجهة المغرب. وأشار، في هذا السياق، إلى أن «النهوض بقطاع السياحة ليس مسألة وسائل أو ميزانية»، داعيا إلى تعبئة عامة من جانب المهنيين «للاشتغال جميعا وبروح الجماعة».