تمكن رجال الأمن بالناظور، منتصف الشهر الجاري، من توجيه ضربة موجعة إلى أحد «أباطرة» الاتجار في الهيروين بالمنطقة. فقد عمد رجال الشرطة القضائية إلى اقتفاء أثر المتهم بحي «الريغولاريس» بمركز المدينة، قبل أن تتم محاصرته وتنفيذ مذكرة اعتقال كانت صادرة في حقه بتهمة ترويج حقن الهيروين التي أصبح انتشارها في المغرب يتنامى على غرار مخدر الحشيش والكوكايين. لكن رجال الأمن لم يتمكنوا من اعتقال أحد المقربين منه ويتهم بدوره بنفس تهمة الاتجار في هذه المادة التي تقدم إلى المدمنين عليها على شكل حقن بأثمنة تتراوح ما بين 30 و50 درهما للحقنة الواحدة. على أن «عاصمة الريف» وضواحيها أضحت من أهم «قلاع» ترويج هذه المادة على الصعيد الوطني. وأفادت التحقيقات مع المتهم بأنه ابن لمسؤول عسكري متقاعد يقطن غير بعيد عن ثكنة القوات المساعدة بالمدينة. وكان المتهم يتخذ من المناطق المحيطة بهذه الثكنة مقرا لتزويد زبنائه بالهيروين والتي تعتبر من أكثر المخدرات فتكا بالمدمنين على استهلاكها. وبالرغم من أن محاولات قام بها رجال الأمن لاعتقاله باءت بالفشل، إلا أن تعليمات وصفت بالصارمة صدرت لرجال الشرطة القضائية لإلقاء القبض عليه «حيا أو ميتا» بعدما عُثر أياما قليلة فقط قبل سقوط المتهم، على جثة شاب لا يتجاوز عمره ال20 سنة، اتضح بأن وفاته ناجمة عن استهلاك جرعات زائدة من مادة الهيروين. وتعرف سكان الحي على الضحية بسهولة. وقال بعض الشهود إنه كان من زبناء تاجر الهيروين. وقد سبق لجرعات زائدة في استهلاك المادة أن أطاحت بشاب في بداية الشهر الجاري ببلدة زايو، بضواحي الناظور. وتتحدث تقارير إعلامية محلية عن انتشار استهلاك المادة وسط شبان المنطقة. ويخترق الهيروين أسوار المؤسسات التعليمية. وإلى جانب الضحايا التي تسقطها الجرعات الزائدة منه، فإن الإدمان عليه سرعان ما يحول الشبان إلى منحرفين مستعدين، تحت تأثير المخدر، لتنفيذ السرقات والاعتداءات للحصول على المال الكافي لضمان استمرار تعاطي الحقن. ويمكن أن يؤدي هذا الإدمان بهم إلى ارتكاب أفظع الجرائم.