سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كريستين ماكسويل: المغرب يتوفر على كفاءات في مجال الأنترنت تحتاج إلى فرض نفسها عالميا قالت إن التكنولوجيا يسيطر عليها الطابع الهندسي و التقني و هي بهذا تفقد طابعها الإنساني
حلت خبيرة الأنترنت الدولية كريستين ماكسويل بالمغرب للمشاركة في فعاليات معرض «ميد أيتي» للتقنيات الإعلامية. وصرحت ماكسويل ل«المساء» أن الفاعلين المغاربة من مختلف التخصصات عليهم أن يبذلوا مجهودا أكبر من أجل التواصل مع فرص للعمل خارج المغرب على المستوى العالمي، مشيرة إلى أنه على المغاربة أن يتحلوا بالإرادة لعرض إمكانيات المغرب خارجه وليس حصرها ضمن حدود المغرب فقط. - كيف لاحت لك فكرة إنشاء محرك البحث (ماجلان) الذي كان من أوائل محركات البحث التي سبقت وجود (غوغل) في عام 1995؟ كنت أعمل في شركة للمعلوميات وكنت دائما أستمع إلى العاملين وهم يتكلمون عن الأنترنت. كان ذلك بين عامي 91-1992. ولم أكن أعرف ما هو الأنترنت في ذلك الوقت، إذ كنت أعتقد أنه عبارة عن قاعدة بيانات كبيرة، لذا ذهبت إلى المكتبة للتعرف على الأنترنت ووجدت الكثير من الكتب تحت عناوين غريبة تتعلق بمصطلحات الحاسوب، لكني لم أكن أعرف ما هي في ذلك الوقت. وعندما بدأت القراءة وجدت أن هذه الكتب كتبت من قبل أخصائيي الحاسوب بلغة خاصة موجهة للمهتمين بعلوم الحاسوب، ولم يكن هناك أي دليل عن كيفية البحث عن المعلومات. وبعد ذلك وجدت جملة في ذلك الكتاب تقول إذا كنت تريد معلومات عن الصحة فيجب عليك أن تبحث عنها تحت الحرف (ج)! وقد بدا لي الأمر سخيفا للغاية، فكيف يمكننا أن نبحث عن كلمة تبدأ بحرف الصاد مثل صحة في خانة حرف آخر هو (ج). وبدأت بالتساؤل أين هي تلك الإرشادات البسيطة التي تخاطب الإنسان العادي، فأنا عندما أريد البحث عن كلمة بقرة مثلا يجب أن أبحث عنها تحت حرف (ب) وليس حرف (ج). ولأنني لم أكن إنسانة تتمتع بكثير من الصبر، لم أنتظر أن يقوم أحد بإعطائي هذه الإرشادات فقمت بعملها بنفسي. لذا قمت بجمع كل الكتب المتخصصة بالأنترنت ووضعت خطة أولية لعمل صفحات للإرشادات على الأنترنت وطبعتها وأرسلتها إلى شركة ماكميلان في نيويورك مرفقة برسالة تقول: «لديكم 24 ساعة للحصول على صفحات الإرشادات على الأنترنت وإلا فلن تحصلوا عليها». فقاموا بالتعاقد معي خلال 24 ساعة. وعندما ذهبت إلى البيت وجدت أختي هناك وكنت متحمسة لأنني سأؤسس شركة للنشر على الأنترنت وقد سألتها «ماذا نطلق عليها؟». ولأنها تحب الجبال ولأن المشروع يشبه جبلا من المعلومات فقد سألتها «ما هو أعلى جبل في أمريكا؟»، فأخبرتني بأنه يدعى «ماكينلي»، فقلت: «إذن نسمي المشروع (ماكينلي). وماذا نطلق على خدمة البحث في هذا المشروع؟» وقررنا أن نسميه (ماجلان) لأنه يوحي بالاكتشاف و البحث. وقد بدأنا هذه الشركة من الصفر و لم يكن لدينا أي شيء. - وهل توقعت في ذلك الوقت أن المشروع سيكون ناجحا، وأنه سيعطي ثماره مباشرة؟ نعم .. نعم كنت متأكدة جدا من نجاح المشروع - وما هي العلاقة التي تربطك بالمهندس تيم برنرز لي مخترع شبكة الأنترنت العالمية (World Wide Web)؟ في الحقيقة لا تربطني به علاقة شخصية مباشرة. ففي ذلك الوقت كانت (موزايك) - الشركة المسؤولة عن الشبكة العالمية- قد خرجت إلى الوجود، وعندما رأيت ذلك أذهلتني هذه الفكرة جدا، ولكن اهتمامي الخاص كان هو كيف نسخر هذا الانترنت في خدمة الأشخاص العاديين البسطاء ليجدوا ما يفيدهم و يمكن أن يساعدهم بحيث لا نفرض عليهم وجهتهم، ولكننا نجعل الخيار في أيديهم. عندما تعاملت مع الأنترنت للمرة الأولى لم يكن هناك شيء يمكنني أن استخدمه! الشيء الخاص بمحرك البحث ماجلان انه لم ينشئه مهندسون فقط، فأنا شخصيا لدي مؤهلات جامعية في مجال النشر وعندما قمنا بإنشاء «ماجلان» كنا نحن من يملي على المهندسين ماذا يفعلون وليس العكس. - ما هي أهمية حضورك اليوم إلى معرض التكنولوجيا في المغرب؟ وكيف تقيمين هذه التجربة بالنسبة للمغرب؟ شاركت في معارض (إكس كوم) في فرنسا على مدى 13 عاما، وقد شهدت مدى التطور الذي طرأ على هذه الفعاليات، وأعتقد أن ما هو مهم جدا في هذه الفعاليات أنها تطور العلاقات و الشراكات في المغرب مع الفاعلين الآخرين عبر العالم. كما أنه أمر حيوي للغاية مساعدة رجال الأعمال في المغرب وفي الخارج بخصوص الطرق الكفيلة بإدارة مشاريعهم. كما أن هذا المعرض يتيح للزوار التعرف على خدمات كل شركة بما فيها الشركات المغربية. وكما تلاحظون فإن كل مشارك في المعرض يبحث عن شريك أو زبون محتمل، وهذا مفيد من عدة جوانب. وأعتقد أن الفضل في هذا يعود للمغرب، حكومة أو أفرادا، لأنهم يستضيفون هذا الحدث ويعرفون أن هذا الأمر سيفيد المغرب من عدة جوانب، اقتصادية و ثقافية و اجتماعية. كما أن المغرب منفتح على العالم لعقد شراكات في الداخل و الخارج. وهذا الأمر ليس مهما فحسب فهو يمثل فهما عميقا يتناول الجانب المستقبلي، حيث إنه لا يمكن لدولة أن تقوم بكل شيء بنفسها لأنها تحتاج دوما إلى الشراكات والتعاون. وهذا ما يحدث هنا اليوم. - ما هو في رأيك التغيير الأعمق الذي حدث في المجتمعات منذ إنشاء الانترنت؟ أولا علينا أن نعرف كيف نستخدم التكنولوجيا؟ فليست التكنولوجيا بحد ذاتها هي المهمة، ولكن المهم هو كيفية استخدامها و الهدف من استخدامها. والنقطة المهمة هنا هي أن الأنترنت جعل حقل التواصل يزدهر، ليس فقط كما و لكن كيفا أيضا، لأننا بكل بساطة أصبحنا قادرين اليوم على التواصل مع أشخاص لم نلتقهم يوما ولم نكن نتصور أن نلتقيهم بالمرة، و كل ذلك بفضل الأنترنت. وأصبحت طرق التواصل كثيرة و متعددة مثل البريد الالكتروني والسكايب و العديد من البرامج الأخرى. فبدون الأنترنت لم نكن لنحصل على هذه الدرجة العالية من التواصل. كما أن ذلك سيكون مكلفا للغاية على الصعيد المادي. وهذا الأمر يجعل الأنترنت قادرا على جعل الأشخاص ذوي الاهتمامات المشتركة قادرين على التواصل بغض النظر عن مكان وجودهم. ولعل الأمر الأساسي اليوم هو أن الأفراد أصبحوا قادرين على الدخول إلى الأنترنت عبر الهواتف النقالة، وهذا في حد ذاته تغيير جذري! وهذا يعني- خاصة بالنسبة للشباب- أنه يمكنك من خلال هذا الجهاز الصغير المحمول أن تتواصل مع العالم وأن تحدد موقعك عبر العالم أينما كنت! لقد أصبح الهاتف النقال أداة قوية جدا ولذا يجب دمج فئة الشباب في هذا الحدث عن طريق استدعاء المدارس والكليات وإعطائها لائحة بأسماء الشركات المشاركة في الحدث وسؤالها عن أية شركة يريد طالب معين أن يقضي فترة تدريبية لمدة معينة في هذه الشركة؟ و لماذا؟ وأنا أعتقد شخصيا انه من الضروري إدماج فئة الشباب في فعاليات كهذه. - هل صادفت خلال مشاركاتك في معارض التكنولوجيا أية مشاركات مغربية متميزة على صعيد التنظيم أو حتى المساهمة في هندسة التكنولوجيا؟ أعتقد أن الكثير من المغاربة يعملون مع «أكس كوم» في تنظيم المشاركات والمساهمة الفعلية، وهم يقومون بعمل رائع للغاية. ولكنني أعتقد أن نواحي أخرى تحتاج إلى تشجيع أكبر بمعنى أن الفاعلين المغاربة من مختلف التخصصات عليهم أن يبذلوا مجهودا أكبر من أجل التواصل مع فرص للعمل خارج المغرب على المستوى العالمي. فعلى سبيل المثال يوجد ملتقى عالمي يسمى جائزة القمة العالمية (World Summit Award) وهي مؤسسة تعنى بالبحث عن الكفاءات في الجانب الالكتروني في حقول مختلفة. وفي 2005 على سبيل المثال كانت هناك مشاركة مغربية بعنوان (محل المدينة) ومنذ ذلك الوقت لم يشارك المغرب، وليس هذا لضعف في جانب الكفاءات المغربية. المشكلة أن الكفاءات موجودة ولكن لا أحد يقوم بالمبادرة. لا يجب أن تكون المبادرات من قبل الحكومة، لكن على الأفراد أيضا أن يشاركوا، وهذا الأمر ليس مكلفا. كل ما على المغاربة أن يتحلوا به هوالإرادة لعرض إمكانيات المغرب خارجه وليس حصرها ضمن حدود المغرب فقط. - يشارك اليوم في المعرض عدد كبير من طلاب معاهد التكنولوجيا المغربية و عدد من المدارس الوطنية. ما رأيك في هذه الخطوة؟ أعتقد أن هذا الأمر ضروري للغاية. لكنني مع إشراك عدد أكبر من الطلبة من مختلف المجالات، وليس فقط المهندسون وطلاب معاهد التكنولوجيا. ففي رأيي الشخصي يجب دعوة أخصائيين في علم الاجتماع مثلا لأن التكنولوجيا يسيطر عليها الطابع الهندسي و التقني، و هي بهذا تفقد طابعها الإنساني والحميمي. نعم المهندسون هم أشخاص أذكياء وموهوبون، و لكنهم يعيشون في عالم خاص بهم ويجب على أخصائيي الاجتماع إخراج هذا المحتوى إلى الناس العاديين والبسطاء. - ما رأيك في الثورة الاجتماعية التي أطلقتها مواقع مثل «تويتر» و «فايسبوك» في ساحة الأنترنت؟ الهدف من هذه التكنولوجيا هو التواصل و تبادل الخبرات، ولذا فقد عرف حقل التكنولوجيا، خاصة المتعلق بالهواتف النقالة، مصطلحات جديدة مثل (Crowd Sourcing) مصادر الحشود، بمعنى الاستفادة من الحشود ويقصد بهم الأشخاص الذين يتابعونك. فبالإضافة إلى أنك تقوم بإرسال سؤال معين إلى متابعيك، بإمكان متتبعيك أيضا القيام بإعادة «الوتوتة» (Retweet) أي أنهم يستطيعون القيام بإعادة إرسال سؤالك إلى متابعيهم أيضا لعلك تحصل على رد بشكل أفضل. والحقيقة أن التواصل عن طريق التدوين المصغر يوفر لك قاعدة اتصال ومعلومات رهيبة في حالة ما استطعت الوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين. والهدف من كل هذا هو إفراغ التكنولوجيا من محتواها الجاف وإعطاؤها نفسا من العمل الجماعي وحتى الحميمية في بعض الأحيان. كريستين ماكسويل كريستين ماكسويل هي دارسة وباحثة جامعية لمدة 35 عاما في مجال نشر البحوث والصناعات المعلوماتية. وتركز كريستين ماكسويل بحوثها واسعة النطاق وخبرتها في مجال الإنترنت لخلق وسيلة لنشر قواعد البيانات والمعلومات الجديدة للحصول على منتوج ذي قيمة عالية من الناحية الفكرية. وتحتل كريستين منصب الرئيسة ومديرة النشر لمشروعها الجديد الذي أطلق عليه (Chiliad). وكريستين هي أحد المؤسسين لمحرك البحث ماجلان على الأنترنت، الذي أنشئ في عام 1995 وهو أحد المواقع الأكثر زيارة على شبكة الإنترنت، و ماكسويل هي من كانت وراء فكرة إنشاء مجموعة ماكينلي ، الشركة الممولة لمحرك البحث ماجلان ، الذي تم بيعه مؤخرا لشركة إكسايت. ماكسويل لديها أيضا ثروة من الخبرة المباشرة في الساحة التربوية، سواء لكونها مدرسة ابتدائية أو مطورة للمواد التعليمية في المدارس . وباعتبارها متحدثة ماهرة، فقد تخصصت ماكسويل في إلقاء محاضرات على نطاق واسع في المؤتمرات في الولاياتالمتحدة وأوروبا حول نشر التعليم والأنترنت ومناقشة المواضيع ذات الصلة. وقبل إطلاق مجموعة ماكينلي، كانت ماكسويل تعقد حلقات للتسويق، والأعمال التجارية الإستراتيجية وحملات التطوير مع مجموعة بيرغامون الصحفية، وشركة ماكميلان للنشر. كما أن ماكسويل حاصلة على اعتماد التدريس من مؤسسة (ChurchillCollege) للتربية والتعليم، بأكسفورد، وشهادة البكالوريوس في علم الاجتماع ودراسات أمريكا اللاتينية من كلية بتزر بكليرمونت كاليفورنيا بالولاياتالمتحدةالأمريكية. يذكر أن كريستين ماكسويل هي الوصية على مجلس الإدارة في معهد سانتا في، وهو مركز تعليم وبحوث خاص ومستقل متعدد التخصصات، تأسس في سانتا في، نيو مكسيكو في عام 1986 من قبل البروفسور موراي غيلمان والبروفيسور جورج كوان. كما أنها بمثابة الوصية على مجلس إدارة الجمعية الدولية للإنترنت. ومنذ عام 2006 ، ركزت ماكسويل اهتمامها على تطوير مجال تخصصها باستخدام عالم الهواتف النقالة، وعن طريق العمل مع شريكها التجاري القديم شركة أرانا غرينبرغ، للاستفادة من طرق جديدة للبحث والحصول على المعلومات من الأجهزة النقالة. وتعد تقنية (MobileWorks 3D) للهواتف النقالة أحدث إصداراتها حتى الآن.