ينظم مابين 17 و20 دجنبر المعرض الدولي للفن، بمركب المعارض في مكتب الصرف، وستعرف هذه التظاهرة الأولى من نوعها مشاركة فنانين مغاربة وأجانب في مختلف التخصصات الإبداعية: نحث، فوتوغرافيا، حفر، منجزات، سيليغرافيا، فن الخزف، «الديزاين»، والتصوير الصباغي. في إطار أنشطتها الثقافية والفنية، تعتزم مؤسسة «إيفريكوم» تنظيم الدورة الأولى للمعرض الدولي للفن في الدارالبيضاء في مركب المعارض في مكتب الصرف ما بين 17 و20 دجنبر 2009. ويتوقع المنظمون مشاركة أزيد من 170 فنانا مغربيا وأجنبيا في مختلف التخصصات والاتجاهات الإبداعية: نحت، فوتوغرافيا، فن فيديو، منجزات، تنصيبات حفر، سليغرافيا، فن الخزف، الديزاين، والتصوير الصباغي. يهدف هذا الحدث الفني، الأول من نوعه في المغرب والمقام تحت شعار «الإبداع بصيغة الجمع»، إلى مد الجسور والتواصل بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في الشأن الثقافي والإبداعي داخل المغرب وخارجه. ويعرف هذا المعرض حضور أكبر أروقة المعارض في باريس «Lucie Weill et Seligmann» التي راكمت 45 سنة في مسارها الفني، وستشغل 54 مترا مربعا من المساحة الإجمالية للمعرض (4500 متر مربع)، إلى جانب عدد وازن من الفنانين المبدعين الذين راكموا حضورا نوعيا داخل المشهد الفني المعاصر، أمثال الفنانة الإسبانية أنا ماريا مالار، والفنان الإيطالي سيباستيانو كالاريلا، والنحات الفرنسي بيير فوينو، والفنانة الأكروانية فيدنيوفا، والفنانين العراقيين علي حسن عباس وحاتم عبد الكاظم، والفنانة السورية فايزة فارس إلخ. وستتميز فعاليات هذا المعرض بعقد عدة ندوات فكرية تسائل أبرز قضايا الإبداع المعاصر بمشاركة صفوة من النقاد المتخصصين أمثال أحمد الفاسي، عبد الرحمان بن حمزة، يونس عميروش وفاتن صفي الدين. كما سيتم تنظيم لقاءات مفتوحة مع مجموعة من المبدعين المشاركين على هامش تجاربهم التشكيلية، علاوة على إقامة حفل توقيع إصدارات جديدة في المجال التشكيلي. وقد حرص المنظمون على تكريم بعض رموز الفن التشكيلي في المغرب إحياء لذاكرتهم الإبداعية، واحتفاء بعطاءاتهم الفنية المتسمة بالتجديد والمغايرة. وبهدف تقريب الإبداع من مختلف الفئات العمرية ودمقرطة تلقيه وتداوله، سيتم تنظيم زيارات موجهة تستهدف التلاميذ والطلبة من أجل تحسيسهم بأهمية الفن البصري في مسار تنشئتهم الاجتماعية وتربيتهم الجمالية. كما ستقام مجموعة من الورشات التكوينية لفائدة الأطفال تهم مختلف جوانب الممارسة الإبداعية. حول هذه التظاهرة الفنية، يقول منصف الأندلسي، مندوب المعرض إن هذا المشروع يطمح إلى تثمين الإبداع الفني كمحور للتبادل والحوار بين الشعوب، من خلال تعددية الأشكال وتنوع الأساليب والاتجاهات، وعبر هذه التظاهرة الفنية تعزز مدينة الدارالبيضاء مكانتها الحركية كفضاء استراتيجي بين الفنانين المبدعين داخل المغرب وخارجه. ويضيف قائلا «نحن نسعى إلى المساهمة في توسيع دائرة التداول الإبداعي داخل الأوساط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، في ضوء مقاربة تشاركية تنفتح على مختلف الهيئات المسؤولة والجهات المعنية. همنا هو إشراك أكبر عدد من الفنانين المغاربة والأجانب، باختلاف تجاربهم الإبداعية وتباين مساراتهم الفنية، بناء على ما تقتضيه ثقافة التعدد والتنوع. فنحن نؤمن بأن الإبداع المعاصر لا حدود له». وتختلف مساحة الأروقة المخصصة للعارضين ما بين 9 أمتار مربعة، وما فوق، كل حسب حجم أعماله الفنية. وحسب المنظمين، يتوقع أن يتردد على زيارة هذه التظاهرة أزيد من 50 ألف زائر من مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، إلى جانب المشتغلين والمهتمين بمستجدات الحركة التشكيلية على الصعيد الوطني والدولي (أرباب أروقة، جامعي اللوحات الفنية، مصممي المزادات العلنية، ناشرين فنيين، نقاد الفن ومؤرخيه). المعرض أيضا مناسبة سانحة لتعميق النقاش حول واقع الإبداع التشكيلي ورهاناته في مواجهة التحولات الكبرى والتحديات التي تفرضها العولمة الكونية بكل إكراهاتها المادية والرمزية. وحسب المنظمين، فإن الإطار العام الذي يحكم تصور العمل الفني يحيل على مختلف الممارسات والإنجازات الإبداعية على اختلاف اتجاهاتها وأساليبها. فالمراد هو الفن المعاصر القائم على التحديث والتجريد، حيث الرهان على الفعل الإبداعي الذي يكتسي طابعا جماليا ويحقق بالتالي استقلالية عن الفن الكلاسيكي. فالمعرض سيقدم تجارب حديثة ومعاصرة في الآن ذاته، تتخذ من البحث منطلقها المنهجي ووسيطها التعبيري. إن الفن في ضوء هذه التجربة الرائدة في المغرب كحقل للإبداع المثمر، يحتضن كل التجارب التي انزاحت عن المسلك النمطي، للممارسة الفنية، كالفن التصوري والتشخيصية الجديدة، ومختلف فنون ما بعد الحداثة التي أسست مغامرتها البصرية على وسائط التعبير والإعلام الجديدة. وعن أهمية هذا المعرض الدولي صرح الناقد الفني والشاعر عبد الرحمان بنحمزة ل«المساء»: «إني أعتبر الدورة الأولى بمثابة لبنة أساسية لترسيخ كل دعائم التنمية الفنية والثقافية التي يشهدها المغرب المعاصر في هذا المجال، خاصة على مستوى الفن التشكيلي. وهو ما يؤهله ليكون موقع جذب على غرار العواصم الفنية التقليدية (باريس، نيويورك، طوكيو...)». هذا وقد عرف المعرض الدولي وإلى حدود الساعة انخراط أزيد من نصف المشاركين الموقعين، وقد وضع المنظمون بوابة إلكترونية لتقلي الطلبات أمام الممارسين وأصحاب الأروقة وجامعي اللوحات والجمعيات والهيئات المختصة.