تحالفت عوامل الحرارة والأعطاب الميكانيكية لآلات الحصاد في إفساد فرحة الفلاحين بالموسم الفلاحي الحالي الذي كان واعدا من حيث الحصيلة الزراعية، وذلك بعدما اندلعت في اليومين الأخيرين حرائق مهولة عبر مختلف مناطق إقليمسطات، الذي يعتبر سلة غذاء ليس فقط على المستوى الجهوي وإنما على الصعيد الوطني، حيث أتلفت هذه الحرائق ما يقارب 88 هكتارا، تهم محاصيل القمح والشعير والفوراج، بالإضافة إلى مئات من حزم التبن، وشاحنة ورشاش خاص بالسقي. وهكذا فقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية بالقيادة الإقليميةبسطات، عصر أول أمس الأربعاء، لإخماد ألسنة اللهب التي كانت قد انتشرت بشكل كبير بأحد الحقول الفلاحية بدوار لحمادات، الحوض الذي يبعد بحوالي سبعة كيلومترات عن مركز جماعة كيسر التابعة لقيادة أولاد سيدي بن داوود، أسباب الحريق كما ذكرتها مصادر «المساء» تعود إلى شرارة ناتجة عن تماس كهربائي بآلة الحصاد أدت إلى اشتعال ألسنة النيران بالمحصول الزراعي زادت سرعة انتشارها الرياح التي كانت تعرفها المنطقة واشتداد الحرارة، لتأتي على 25 هكتارا من الشعير، رغم تدخل العمال الذين كانوا يشرفون على عملية الحصاد في بادئ الأمر قبل أن يتجند سكان القبيلة التي هرعت إلى مكان الحريق حيث استعانت بمجموعة من الجرارات لتطويق النيران والحد من انتشارها إلى الحقول المجاورة، وأمام اشتداد الحريق تم ربط الاتصال بمركز الدرك الملكي بكيسر، الذين منعوا السكان الغاضبين من الفتك بالعامل المكلف بآلة الحصاد الذي اعتبروه مسؤولا عن الحريق، وقد نوه السكان بالتدخل السريع لرجال الدرك فيما اشتكوا من تأخر وصول رجال المطافئ، وبعد ساعتين من العمل المضني تم إخماد النيران والحد من انتقالها إلى الحقول المجاورة، وموازاة مع ذلك فتحت عناصر الدرك الملكي التابعة لمركز كيسر تحت إشراف النيابة العامة بابتدائية سطات تحقيقا في الموضوع، استمعت خلاله إلى سائق آلة الحصاد والفلاحين المتضررين، حيث تبين أن الفلاح صاحب الأرض موضوع الحريق يتوفر على تأمين محصوله لدى إحدى شركات التأمين الفلاحي. وكان إقليمسطات قد شهد، الثلاثاء الماضي، حرائق بجماعتي سيدي حجاج وامنيع التابعتين لقيادة سيدي حجاج وجماعة امريزيك التابعة لقيادة أولاد فارس أتت على ما يقارب 66 هكتارا من المحاصيل الزراعية توزعت بين 30 هكتارا من القمح والشعير والفوراج بدوار أولاد غانم بجماعة امنيع، و6 هكتارات من محصول القمح بأولاد يعيش بجماعة سيدي حجاج، وبجماعة امريزيك أتت الحرائق على 30 هكتارا من الشعير ب»الفيرمة» الكبيرة التي تعتمد على الفلاحة بالأذرع المحورية وما يزيد على 1000 حزمة من التبن بالإضافة إلى شاحنة ورشاش خاص بالسقي، كما التهمت النيران 4 هكتارات من المناطق المخصصة للرعي بالمنطقة القريبة من غابة ميموزا بقيادة أولاد فارس، حيث تدخلت عناصر الوقاية المدنية بكل من مدينة ابن أحمد وخريبكة والبروج وممثلي السلطات المحلية والدرك الملكي والمياه والغابات في الجماعات الثلاث لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة، وشهد إقليمسطات حرائق مماثلة، بحر الأسبوع الماضي، أتت على ما يقارب 20 هكتارا من محصولي القمح والشعير بالحقول الموجودة بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 9، فيما التهم حريق ثان شب بحقول الشعير بالقرب من عين الزموري بمنطقة الثوالث التابعة لقيادة أولاد بوزيري ما يقارب 20هكتارا من الشعير، وقد انتقل إلى مكان الأحداث ممثلو السلطات المحلية والعناصر الأمنية بكل من سطات ومنطقة أولاد بوزيري ودرك مشرع بن عبو حيث فتحت تحقيقا في الموضوع للوقوف على ملابسات هذه الحرائق. وفي سياق متصل، عبر عدد من المهتمين بالمجال الفلاحي بسيدي حجاج أولاد أمراح عن استيائهم جراء عدم تخصيص القيادة الإقليمية للوقاية المدنية بسطات مركزا ملحقا ببلدية أولاد امراح للتدخل السريع لإخماد الحرائق في حال اندلاعها للحد من ارتفاع الخسائر، بسبب بعد مراكز الوقاية المجاورة والمتواجدة بكل من ابن أحمد والبروج وسطات، والتي تستغرق عناصرها وقتا طويلا للوصول إلى الجماعات المحيطة ببلدية أولاد امراح قصد التدخل لإخماد الحرائق.