تحول مقر تابع لحزب الاستقلال بمدينة سلا مساء السبت الماضي إلى ساحة لمعركة مفتوحة بين استقلاليين غاضبين ومفتش الحزب بالمدينة خالد الطرابلسي، استعملت فيها الكراسي وانتهت بإصابة عدد من الحاضرين. وحسب مصادر «المساء»، فإن استقلاليين بفرع احصين احتجوا على مفتش الحزب بدعوى طبخ مؤتمر محلي لتجديد الفرع تحت هواجس انتخابية في أفق الاستحقاقات الجماعية المقبلة. واستنادا إلى مصادر متطابقة حضرت الاجتماع، فإن أعضاء الفرع الحالي رفضوا عقد اجتماع تجديد مكتب الفرع بسبب علمهم بتهييء الظروف لإقصاء التيار المعارض لأجندة عضو اللجنة التنفيذية للحزب عبد القادر الكيحل، في الوقت الذي أصر مفتش الحزب على عقد الاجتماع، وتمرير جدول الأعمال. وحاول أعضاء الفرع الحالي نسف الاجتماع من خلال استنزاف الوقت عبر نقط نظام تتعلق بالقانون الأساسي والنصاب والأهلية بالنسبة للحاضرين، وكذا التحقق من الصفات، وهو ما اعترض عليه المفتش، الذي أبلغ الحاضرين بأنه ممثل اللجنة التنفيذية، ومخول له اتخاذ القرارات التي يجب على الحضور الخضوع لها. وأمام تمسك مفتش الحزب بانتخاب فرع جديد اعترض تيار واسع من الفرع الحالي وبعض أعضاء الشبيبة والمرأة الذين طالبوا المفتش باحترام إرادة الاستقلاليين في انتخاب الفرع، معتبرين أن اختيار هذا التوقيت يحمل إشارات سلبية بتسليم الحزب لبعض الأعيان الراغبين في الترشح باسم لائحة احصين، في إشارة إلى المحاولات التي قام بها حزب شباط لاستقطاب أحد الأعيان بعد أن فقد الحزب الكثير من رصيده الانتخابي بالمدينة نتيجة وجود تيارين متصارعين داخله. وبسبب إصرار كل طرف على موقفه احتدت النقاشات، وتطورت إلى ملاسنات كلامية في البدء، قبل أن تتحول إلى مشادات بالأيدي وتراشق بالكراسي وبعض المعدات الموجودة بالمقر، مما تسبب في إصابة شابة بحالة اختناق حادة، وإصابة أعضاء من التيار المعارض للكيحل بجروح في الوجه، فيما نقل أحد أعضاء الفرع إلى المستشفى الإقليمي بسلا بعد إصابته بالتواء ناتج عن إسقاطه أرضا بعد تدافع الحاضرين للخروج من المقر.