استطاع طاقم طبي بمستشفى «ابن طفيل» بمراكش إعادة يد مبتورة إلى ذراع شاب يتحدر من مدينة قلعة السراغنة، قطعت بالكامل بسيف. وخلال زيارة قامت بها «المساء» إلى الشاب «أيوب»، الذي يرقد بجناح جراحة العظام والمفاصل (ب) بمستشفى «سيفيل»، أوضح الأخير أنه لم يصدق أن طاقما طبيا مغربيا أعاد يده إلى مكانها، بعد أن فقد الأمل بالكامل، خصوصا وأن حادث البتر تم بقلعة السراغنة، قبل أن يتم نقله صوب مراكش، بعد أن عجز الأطباء في مستشفى السلامة عن القيام بعملية جراحية، حيث تجند طاقم طبي يشرف عليه البروفسور عماد عبقري، أحد أشهر الجراحين في مجال العظام والمفاصل بمستشفى ابن طفيل، لإجراء عملية دامت قرابة تسع ساعات، قبل أن يتم الطاقم الطبي المكون من حوالي ثلاثة أطباء من إعادة اليد إلى مكانها الطبيعي. واستنادا إلى معطيات دقيقة استقتها «المساء» من الدكتور عماد عبقري، فإن الطاقم الطبي، وفور توصله بمعلومات تفيد بأن حالة شاب في مقتبل العمر ستحل ب»ابن طفيل»، شرع في تجهيز غرفة العمليات وإخضاعه للفحوصات، قبل مباشرة العملية الجراحية، التي «بدأناها في حدود الواحدة والنصف فجرا»، حيث تمت خياطة أوتار الأصابع والأوعية الدموية والشرايين، وكذا الأعصاب الخاصة بالحساسية والحركية»، يشير الدكتور عبقري، لتنتهي العملية في حدود التاسعة صباحا، ويتنفس الطاقم الطبي الصعداء، بعد أن تمت الأمور بنجاح بفضل الله تعالى والطاقم الطبي وشبه الطبي»، يختم البروفسور عبقري ل»المساء». لم تقف مهام الطاقم الطبي المشرف عند هذا الحد، بل إنه بمجرد أن تجاوز «أيوب» مرحلة الخطر، بدأ الممرضون والأطباء في توفير الدماء له وتضميد جروحه ومراقبة يده يوميا، والقيام بتحريك تدريجي للأصابع، على أساس أن يخضع الضحية للترويض الطبي بعد شهور تقريبا. لم يستطع «أيوب»، المزداد سنة 1996، ويعمل «جباصا»، التعبير عن فرحته إلا من خلال كلمات مقتضبة، إذ عبر عن سعادته لنجاح العملية، والعناية التي تلقاها من الطاقم الطبي، والدكتور عبقري، الأستاذ بكلية الطب والصيدلة بمراكش، خصوصا و»أنني من أسرة بسيطة، ولست من الوجهاء لأحظى بعناية كهاته». حادث بتر اليد تم عندما كان أحد الشبان الهائجين بصدد طعن شاب عشريني، حينها حاول أيوب التصدي للطعنة، وذلك بتلقف السيف الذي كان مصوبا في اتجاه عنق صديقه، لكنه تلقى ضربة في يده التي بترت بالكامل، مما جعل «أيوب» يدخل في غيبوبة، لم يستفق منها إلا داخل مستشفى «ابن طفيل». وفور تلقيها الخبر حلت فرقة أمنية تابعة للشرطة القضائية بحي «النخلة1»، حيث باشرت تحقيقاتها وأشرفت على نقل الضحية إلى مستشفى السلامة الإقليمي، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى «ابن طفيل»، بعد أن وضعت يده في ظروف حرارية مناسبة، في الوقت الذي تم اعتقال الجاني وتقديمه للمحاكمة.