برع العديد من الأشخاص في إضفاء لمسة النصب والاحتيال على عمليات الأوطو سطوب، وأبدعوا مجموعة من السيناريوهات التي تحول العملية من فعل خير إلى جريمة مع سبق الإصرار والترصد. يتداول مستعملو الطرق من أصحاب السيارات والشاحنات أو المستفيدون من الظاهرة، بمختلف فئاتهم العمرية; سرا وعلانية، حكايات ومواقف تعبث بسلامة القصد والنوايا وتجعل النفور عنوانا لهواة ومحترفي الأوطو سطوب. اعتقلت الشرطة في الدارالبيضاء خلال العام الماضي، بعد عمليات رصد دامت فترة طويلة، شخصا يجعل من «الأوطو سطوب» كمينا لضحاياه الذين ينتقيهم بعناية فائقة. يقف الرجل، وهو في مقتبل العمر عند ممر يؤدي إلى الطريق السيار، في وقت الظهيرة حيث تقل حركة السير والجولان، يتكئ على عكاز خشبي ليوهم مستعملي الطريق بأنه معاق، يمد ذراعه وهو يشير بإبهامه إلى أصحاب الدراجات النارية دون سواهم، الذين غالبا ما يوقفهم الوازع الإنساني ويساعدون الرجل على الركوب خلفهم وهو يتأبط عكازه. وما أن يتأكد «المعاق» من خلو الطريق حتى يفتعل مبررا لإيقاف صاحب الدراجة، إذ يرمي بعكازه ويطلب من السائق استرجاع العكاز، لكن بمجرد ما ينزل السائق عن دراجته لأخذ العكاز حتى يمتطي «المعاق» النصاب مقعد القيادة ويختفي عن الأنظار، بينما يقف صاحب الدراجة النارية مذهولا أمام عملية نصب باسم الإعاقة. اعترف المجرم بالعديد من العمليات التي أقدم عليها، و«جر» إلى القضاء العديد من الأشخاص الذين اشتروا منه دراجات نارية أو قطع غيار. لكن أكثر عمليات النصب والاحتيال هي التي يخطط لها مجموعة من الشواذ ومحترفات الدعارة، حيث يتم اختيار الضحية بعناية فائقة، وحين يتوقف السائق تكون نسبة نجاح العملية قد فاقت الخمسين في المائة. اكتسبت بعض العاهرات خبرة في استمالة أصحاب السيارات الفخمة، وهواة «القنص الطرقي»، لكن الاختيار لا ينصب على الشباب، بل يركز على الشخصيات الوازنة خاصة المسؤولين الذين لهم سمعة تجعلهم يتجنبون الفضيحة ولو بأداء مبالغ مالية عالية. إحدى العاهرات وبمجرد امتطائها سيارة تاجر معروف شرعت في التعرف على الحالة المدنية للزبون، وحين توقفت السيارة في مكان آهل بالمارة، حاولت ابتزازه وطلبت منه مبلغا لا يقل عن 400 درهم بدعوى قضائه معها ليلة حمراء، بل هددته بالصراخ قبل أن تأخذ منه مفتاح السيارة وتقف على قارعة الطريق. فكر السائق لحظة قبل أن يهتدي إلى نسخة من المفتاح المشغل لمحرك السيارة، وبلمسة زر انطلقت السيارة دون أن تتمكن العاهرة من الإيقاع بضحيتها. ويحكي مسؤول كبير بمصلحة الضرائب بالدارالبيضاء ل«المساء» عن حالة ابتزاز تعرض لها من طرف شاذ جنسيا، «استوقفني شاب أنيق المظهر يتأبط سجلا أسود، اعتقدت في البداية أنه طالب جامعي، طلب مني بعد أن فتح باب السيارة إيصاله إلى دائرة الأمن وادعى أنه بصدد إنجاز البطاقة الوطنية الممغنطة، وحين توقفت أمام مقر الدائرة التفت إلي وطلب مني مبلغا ماليا قدره 500 درهم، اعتقدت أنه مجرد طرفة، لكنه أصر على طلبه وقال إنه شاذ جنسيا وبدأ يصيح بأعلى صوته في محاولة لاستقطاب المارة فاضطررت لأداء المبلغ نقدا خوفا من الفضيحة، وانسحبت وأنا لا أصدق ما حصل».