كادت احتفالات فريق اتحاد طنجة بالصعود إلى القسم الأول، التي احتضنها الملعب الكبير «ابن بطوطة» أول أمس الأحد، أن تنقلب إلى تراجيديا بسبب الشغب، حيث اقتحم المئات من أنصار الفريق الطنجي أرضية الملعب، ردا على «استفزازات» جماهير جمعية سلا، التي قامت باقتلاع كراسي الملعب. وكان من الواضح أن المباراة الختامية لفريق اتحاد طنجة في بطولة القسم الثاني، والتي انتهت بالتعادل الإجابي بهدف لمثله أمام جمعية سلا، ستكون استثنائية بكل المقاييس، حيث حضرها عدد قياسي من الجماهير قارب 45 ألف متفرج، استجابة لدعوة فصيل «ألترا هيركوليس» لرفع أكبر «تيفو» في الموسم. ولأول مرة منذ بداية الموسم، فتحت إدارة الفريق أبواب الملعب مجانا أمام الجمهور، بالإضافة إلى طبع عدد كبير من الدعوات للمنصة الشرفية، ما يفسر مشاركة بعض الجماهير المحلية لجماهير سلا في المدرج الغربي الذي عادة ما يخصص لجمهور الفريق الزائر حتى وإن كان قليلا، هذا بالإضافة إلى اقتحام عدد كبير من الجماهير، من بينهم قاصرون منصة الصحفيين. وفي ظل كل هذا الضغط، كان عدد عناصر الأمن داخل الملعب قليلا، حيث انتشر معظم رجال الشرطة والقوات المساعدة في محيط الملعب، مقدرين أن الاصطدامات قد تحدث خارجه، غير أن 10 دقائق فقط من اللعب كانت كافية لإثبات العكس. وبشكل يثير العديد من علامات الاستفهام، شرع محسوبون على فصيل «ألترا القراصنة»، المشجع لفريق جمعية سلا في تحطيم كراسي الملعب مباشرة بعد تسجيل فريقهم هدف السبق في الدقيقة العاشرة عن طريق ضربة جزاء، الأمر الذي أثار غضب جماهير «ألترا هيركوليس» التي توعدت بالانتقام. لكن جماهير سلا بالغت أكثر في تخريبها بعد إعلان الحكم عن ضربة جزاء لصالح الفريق الطنجي هذه المرة، ما دفع جماهير طنجة إلى رشقها بالقنينات، ثم اقتحم أفراد من «ألترا هيركوليس» الملعب حيث تمكنوا من السطو على لافتة «باش» ألترا القراصنة، ما يعني في عرف الألتراس إهانة كبيرة، تستدعي حل الألترا. ومباشرة بعدها، استغلت جماهير المدرج الشرقي المخصص لألترا هيركوليس، ضعف الحراسة الأمنية على البوابات، لتقتحم الملعب متجهة نحو جماهير سلا، ليضطر حكم المباراة إلى توقيف اللقاء، فيما عمد العدد القليل من رجال الشرطة داخل الملعب إلى حماية الجمهور السلاوي مخافة تطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه. وبعد نحو 10 دقائق من الفوضى، وصلت التعزيزات الأمنية إلى داخل الملعب، لتتمكن من إخراج جمهور سلا ثم إعادة جمهور اتحاد طنجة إلى المدرجات، ما سمح باستكمال المباراة الأخيرة لبطل القسم الثاني هذا الموسم.