لغز السرقات وأعمال السطو التي كانت تتعرض لها العديد من الشركات والوحدات الصناعية بالعاصمة الاقتصادية بالدار البيضاء طيلة الأشهر الماضية تم التوصل إلى فك شفراتها بعد وضع عناصر فرقة الشرطة القضائية لأمن الحي المحمدي يدها على شبكة محكمة التنظيم، أسسها شخص من ذوي السوابق العدلية تتكون من 8 أفراد ينحدرون من عدد من المدن المغربية القاسم المشترك بينهم أنهم من ذوي السوابق العدلية. أنشطة هذه الشبكة الإجرامية التي أربكت حسابات أجهزة الأمن لأشهر خلت امتدت للسطو على الوحدات الصناعية والشركات الكبيرة كما تضرر من أنشطتها المكتب الوطني للسكك الحديدية واتصالات المغرب وميدتيل وليدك، من خلال سرقة الكابلات وبطاقات التعبئة. وبلغ مجموع الوحدات الصناعية التي تعرضت لعمليات السطو على يد عناصر هذه الشبكة التي تم تقديم عناصرها أمام أنظار محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بداية الأسبوع الجاري، ما يزيد عن 23 شركة كلها وضعت شكايات لدى أجهزة الأمن. وقد أمكن التوصل إلى أفراد هذه الشبكة من خلال الرجوع إلى جذاذات الأمن المتعلقة بالأشخاص من ذوي السوابق، وبعد حصر لائحة كاملة بالأشخاص الذين تتشابه أفعالهم الإجرامية مع طبيعة الشكايات المسجلة تبين أن الأمر يتعلق بعصابة إجرامية من نوع خاص سلكت نهجا جديدا ومتميزا وغير مسبوق لدى أجهزة الأمن. من خلال حرفتيهم في السرقات وحبكة تخطيطهم للأهداف التي يختارونها بعناية. وكانت عناصر هذه الشبكة التي يتزعمها شخص من مواليد 1972 ويلقب بولد عين البرجة تستهدف الوحدات الصناعية ليلا ويعمدون إلى الكسر والتسلق ويوزعون الأدوار فيما بينهم، حيث يتولى البعض مباشرة أعمال السرقة في حين يتولى آخرون المراقبة وفريق آخر تسند إليه عملية ترصد وجمع المعلومات الكاملة عن الأهداف المحددة. وتكون حصيلة المسروقات التي يجنونها من كل عملية كبيرة يتولون نقلها عبر سيارة في ملكية زعيم المجموعة وشاحنات خاصة. ومن أجل تسهيل مأموريتهم كانوا يستعينون بعدد من السيارات الخاصة وشاحنات ومعدات كثيرة من بينها آلات كهربائية قاطعة. هذه الأعمال خلفت استياء كبيرا لدى عدد من المستثمرين ورجال الأعمال بالأحياء الصناعية بالمدينة بعدما تكبدوا خسائر بليغة وتعطلت مصالحهم لأسابيع جراء التخريب الذي كانت تتعرض له وحداتهم الصناعية. عناصر الأمن جندت من اجل وضع حد لهذه الأعمال فريقا متكاملا من رجال الأمن، حيث تم إجراء مسح لأسواق بيع المتلاشيات التي تعرض فيها مثل هذه المسروقات ليتم الاهتداء في الأخير إلى هوية المنفذين. ووضعت عناصر الأمن خطة محكمة لإلقاء القبض على زعيم المجموعة بعد ترصد حركاته ليتم ضبطه في الأخير بجوطية الحي المحمدي المتاخمة لمستشفى محمد الخامس بذات الحي، بينما كان على متن سيارة من نوع رونو التي كان يستعين بها في نقل المسروقات. وقد تم حجز آلة قاطعة وثاقبة كهربائية وأدوات ميكانيكية كانت تسخر في عملية تكسير أبواب الشركات والوحدات الصناعية المستهدفة وشيكات بنكية وكمية كبيرة من الأسلاك النحاسية.