اختفى مريض من الجناح 35 بمستشفى ابن رشد بالبيضاء في ظروف غامضة بعد أن كان منتظرا أن يجري عملية جراحية في المعدة في اليوم نفسه من تاريخ اختفائه. وتعود وقائع الحادث إلى تاريخ 26 أكتوبر الماضي عندما دخل المدعو الجيلالي نعناعة، من مواليد 1930، في حالة حرجة، إلى المستشفى بطلب من طبيبه المعالج قصد إجراء عملية جراحية مستعجلة لوقف نزيف حاد بالمعدة، غير أنه اختفى من المستشفى نفسه في اليوم الموالي في الخامسة والنصف صباحا. وأكد رشيد نعناعة، ابن المختفي، أن المسؤولين بالمستشفى سجلوا الحادث على أنه فرار علما بأن المريض دخل المستشفى بمحض إرادته وبوعي واقتناع تامين منه بإجراء عملية جراحية. واعتبر الابن أن مغادرة الأب للجناح 35 «سببها الإهمال الذي قوبل به الأب وانعدام العناية اللازمة»، حيث إن مجموعة من المرضى الذين كانوا يتقاسمون معه الغرفة أكدوا لأفراد أسرته أن والدهم اضطر إلى نزع كل الأسلاك الطبية التي كانت عالقة بجسده بعد أن صرخ عدة مرات طالبا أن يمده أحد المسؤولين بالجناح، والذين كانوا في مداومة، بكوب من الماء يطفئ به العطش الشديد الذي كان يحس به، ولأن طلبه قوبل باللامبالاة فقد تخلص من كل الأنابيب المربوطة إلى جسده، والتي كانت تمده بالدم لتعويض النزيف الحاد الذي أصابه، وغادر المستشفى إلى وجهة مجهولة، يقول الابن. وأضاف الابن أنه لم يتم توفير سرير للأب المختفي، الذي دخل المستشفى في حالة حرجة في حدود الخامسة عصرا، إلا في الثالثة صباحا، وهو ما يعني أنه استقر بغرفة المستشفى ساعتين ونصف فقط، بعد أن غادرها في الخامسة والنصف صباحا، يؤكد الابن نفسه. وتعيش الأسرة حالة من التوجس خشية أن يزداد الوضع الصحي للأب تدهورا، خاصة بعد أن بحثت عنه في كل الأماكن. ومازال أفراد الأسرة يجوبون شوارع البيضاء في رحلة بحث غير مجدية امتدت ل18 يوما إلى حد الآن. واتصلت «المساء» بمدير المستشفى لمعرفة ملابسات حادث الاختفاء غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.