عاد رئيس الرجاء محمد بودريقة ليصنع الحدث من جديد في مباراة «الديربي» التي جمعت فريقه بالوداد يوم السبت الماضي، وانتهت متعادلة بهدفين لمثلهما، وأكدت خروج الفريق الرسمي من سباق التنافس على اللقب. لقد تحول بودريقة الذي يحمل صفة رئيس للرجاء، إلى «مشاغب» وهو «يختار» عن سبق إصرار وترصد أن يتسلق أسوار الملعب، وكأنه في سباق للقفز على الحواجز، وليس رئيسا للرجاء من المفروض أن يعطي المثل لعشاق الفريق وأنصاره في الدخول والخروج من الملعب. كانت لقطة بودريقة وهو يتسلق الأسوار معبرة، كما أن عدسات المصورين جاءت في الوقت والزمن المناسب الذي يريده الرئيس ل»تؤرخ» اللحظة، لكنها بدل أن تقدم اللقطة كما أرادها بودريقة، فإنها بالمقابل قدمت صورة معبرة عن تسيير الفرق المغربية، وبينها فريق كبير كالرجاء. ما هي الرسالة التي أراد بودريقة أن يوجهها لجمهور الرجاء؟ وأية فائدة يمكن أن يجنيها رئيس لفريق وهو يلتقط صورة له وهو يتسلق الأسوار، ثم يحرص على توزيعها هنا وهناك، وكأنه قام بفتح عظيم !؟ بلا شك لقد سعى بودريقة إلى أن يظهر بصورة الرئيس الشاب الذي يعيش نبض الجمهور ويتفاعل معه، وكأني به يريد أن يقول إنه بدوره قادم من «المكانة» وكان يركب في الحافلات، ويرفع التيفوات، وعاش نفس المعاناة، وأنه الأقرب لفهم حاجيات هذا الجمهور ومتطلباته، الجمهور الذي يفرح عندما تفوز الرجاء، ويبكي ألما عندما لا تكون النتائج في المستوى. قد يكون بودريقة عاش فعلا هذه المحطات، لكن بودريقة اليوم رئيس للرجاء، وهو الوضع الذي يفرض عليه أن يقوم بامور مغايرة لما كان يقدم عليه وهو مشجع يجلس في «المكانة». هل هي صدفة إذا أن يستقيل بودريقة برسالة إلكترونية من الجامعة، ثم يعدل عن هذه الاستقالة بعد ذلك، وهي الاستقالة التي قال فوزي لقجع رئيس الجامعة إنه لم يتوصل بها وأن من يريد أن يستقيل عليه أن يقوم بالخطوات اللازمة لذلك؟ وهل هي صدفة كذلك ان يتسلق بودريقة الأسوار، وأن يقيم الدنيا ولا يقعدها في الكثير من المرات، ويطلق أعيرة يتضح في مابعد أنها أعيرة فارغة، وأن الأمر يتعلق ب»كاميرا خفية»؟ بلاشك كل هذه الأمور ليس صدفة،لذلك سيكون بودريقة ملزما بإعادة ترتيب الأوراق من جديد حتى يضع فريقه على السكة الصحيحة.