تستقطب مباراة الديربي رقم 118 التي ستجمع بين الرجاء والوداد يومه السبت أنظار المتتبعين، لأن الأمر يتعلق بالمباراة «الأبرز» في المغرب، وبموعد كروي له مكانته في قلوب المغاربة عموما وعشاق الفريقين على وجه الخصوص. وإذا كان الوداد سيخوض المباراة وعينه على اللقب، إذ أنه يتصدر البطولة بفارق أربع نقاط عن مطارده المباشر أولمبيك خريبكة، بينما يحتل الرجاء المركز الثامن بفارق 12 نقطة عن المركز الأول، إلا أن المباراة تبدو لعشاق الفريقين «بطولة» في حد ذاتها، فالوداد يريدها «خطوة» عملاقة في طريق الظفر باللقب، بينما يراها الرجاء «حفظا لماء الوجه»، و»ردا للاعتبار، وتعطيلا لمسار الغريم» وأيضا «إشارة ثقة»، خصوصا وأن الفريق مازال يواصل مساره بنجاح في عصبة الأبطال الإفريقية، إذ تفصله خطوة وفاق سطيف الجزائري عن دور المجموعتين ليدخل «معمعة» تنافس غاب عنها منذ سنوات، وهو الذي كان أول من حاز لقبها سنة 1997. في مدرجات الملعب ستكون الصورة زاهية، فالجماهير تسابقت من أجل اقتناء تذاكر المباراة، لذلك، سيكون الملعب مكتظا بعشاق الفريقين، ناهيك عن الإبداع الذي ستعرفه المدرجات من خلال تيفوات الأنصار، والأهازيج التي سيرددها المشجعون طيلة زمن المباراة، والتي أصبحت «ماركة مسجلة» باسمهما. إن الديربي واجهة مضيئة ، ورأسمال مهم يجب استغلاله على نحو جيد لتسويق كرة القدم المغربية، وهو ما يمكن أن يتم من خلال تنظيم جيد ومحكم للمباراة على كافة المستويات، تنظيميا وإعلاميا، فليس مقبولا أن مباراة من هذا الحجم تشهد فوضى تنظيمية، كما أنه ليس مقبولا أن يجد مشجعون أنفسهم رغم توفرهم على التذاكر بدون مقاعد لمتابعة المباراة، أو أن يكون عدد الذين يتابعون المباراة أكثر من عدد التذاكر التي تمت طباعتها. نأمل أن يمر «الديربي» في أجواء إيجابية وأن تسوده الروح الرياضية بعيدا عن الشغب أو أي انزلاقات، لذلك، نأمل أن يكون الحديث الذي سيعقب المباريات عن الأداء والنتيجة وأجواء الديربي لا أخبار الدم والضحايا، ففي النهاية يتعلق الأمر بمباراة من تسعين دقيقة يمكن أن تنتهي بفوز أحد الطرفين، كما أنها يمكن أن تنتهي بالتعادل، أما الأهم من كل هذا فهو إعطاء صورة براقة عن الديربي رقم واحد في القارة الإفريقية، وأحد أبرز الدير بيات في العالم.