قال نزار بركة، وزير الشؤون الاقتصادية والعامة، إن المغرب بصدد تهييء اتفاقية التبادل الحر مع كندا وأمريكا اللاتينية، من أجل تنويع أسواقه. ولم يحدد بركة موعد عقد اللقاء الأول المرتقب بين البلدين، مكتفيا بالقول إن ذلك سيكون في القريب العاجل. وأكد بركة، الذي كان يتحدث الليلة قبل الماضية، بالرباط، في لقاء دولي رعته مؤسسة كونراد إيدناور، وشاركت فيه شبيبة حزب الاستقلال، وشبيبة الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني، وشبيبة الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الفرنسية، أن المغرب دخل عصر العولمة، من خلال توقيعه على اتفاقيات التبادل الحر مع الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية، وتركيا، ودول عربية، لكنه اتخذ احتياطات دفاعا عن تنافسية منتوجاته، مشيرا إلى أن قطاعات هامة تأثرت بالأزمة المالية والاقتصادية العاملة، حيث تراجعت مداخليها بشكل لافت في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، ويتعلق الأمر بتحويلات المهاجرين، خاصة العاملين في إسبانيا، الذين عانوا من ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم، لاسيما في قطاع البناء، وفي ألمانيا جراء كساد صناعة السيارات، وكذا السياحة، والاستثمارات المباشرة، والنسيج، حيث فضل الأوروبيون عدم المغامرة إلى حين تراجع الأزمة، فيما طبق المغرب إجراءات لامتصاص الأزمة، من خلال عمل لجنة «اليقظة الإستراتيجية»، التي ركزت على تشجيع الطلب الداخلي، ومساعدة المقاولات لضمان تنافسيتها، ودعم صندوق المقاصة من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، ورفع أجور العاملين والموظفين، عبر بوابة الحوار الاجتماعي، وتخفيض الضريبة على الدخل. ومن جهته، قال أولف ديتير كليم، سفير الجمهورية الألمانية الفيدرالية بالرباط: « إنني لم أكن أعرف قبل تعييني في منصب السفير أن الحدود الجزائرية المغربية مغلقة، لذلك سيكون من الصعب الحديث عن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي ساندته ألمانيا، كما أن إغلاق الحدود بين البلدين، أعاق بناء المغرب العربي». وأعرب ديتير كليم عن أسفه لاستمرار الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، مدة 15 عاما، مؤكدا أن بلاده ستحتفل عما قريب بذكرى انهيار جدار برلين، الذي أدى إلى توحيد ألمانياالشرقية والغربية، و انها تعي جيدا ماذا تعني «الحدود المغلقة»، وتأثيراتها السلبية على كلا البلدين. كما أكد كليم أن الاقتصاد الألماني تعرض لتأثير الأزمة الاقتصادية والمالية الدولية أكثر من المغرب، لأن هذا الأخير غير مدمج بشكل كبير في دواليب الاقتصاد العالمي، وجاء التأثير الاقتصادي، لكون ألمانيا تعد من الدول الرائدة في التصدير، حيث ارتفعت نسبة البطالة، وخاصة في وسط الشباب، خريجي الجامعات والمعاهد، أو الذين كانوا يشتغلون بشكل مؤقت، وهمت الرجال بحكم اشتغالهم في القطاعات الكلاسيكية الإلكترونية والبناء والسيارات أكثر من النساء، اللواتي يشتغلن في قطاع الخدمات. ومن جهته، قال طوماس شنايدر، رئيس لجنة الخارجية، ونائب رئيس منتدى شباب الأحزاب الشعبية الأوربية، إن مشاركة ممثلين للشباب الألماني، من حزب إنجيلا ميركل، والفرنسي، من حزب نيكولا ساركوزي، والمغربي، من حزب الاستقلال، الذي يقود الحكومة، في هذا اللقاء، يشكل مناسبة لتعزيز علاقات التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، عبر تبادل الآراء ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أنه من دعاة مقارعة الأفكار بشكل ليبرالي، ويعي جيدا ما تعنيه الليبرالية، لكونه كان يقطن في ألمانياالشرقية، قائلا: « لولا انهيار جدار برلين، لما كنت أتحدث اليوم في المغرب»، مشددا على أهمية العناية بالتربية والإعلام، لتفادي السقوط في مشاكل من قبيل الأزمة الاقتصادية العالمية.