يعود فريق الرجاء البيضاوي إلى الواجهة القارية من جديد عندما يستقبل مساء غد الأحد نادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي في مباراة إياب دور سدس عشر نهائي دوري أبطال إفريقيا. ويملك الرجاء أفضلية في مباراة الذهاب التي فاز بها بدوربان بهدف للنيجيري كريستيان أوساغونا، ويسعى إلى نسيان إخفاقات البطولة وتحقيق نتيجة إيجابية بميدانه لإعادة الثقة إلى الجمهور من جديد وتحقيق انطلاقة جديدة. ويعول المكتب المسير للرجاء على حضور جماهيري كبير يوم الأحد بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، إذ قام بتعبئة الجماهير من أجل تشجيع اللاعبين ودفعهم نحو تحقيق الهدف المنشود، أي بلوغ دور ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا، ومواجهة الفريق المؤهل من مواجهة وفاق سطيف الجزائري وريال بانجول الغامبي. إخفاق محلي الرجاء مطالب بطي صفحة البطولة الاحترافية وإخفاقه على الصعيد المحلي، خاصة بعد تعرضه لهزيمتين متتاليتين أمام المغرب الفاسي وحسنية أكادير بهدفين لواحد، وهو ما جعل الفريق «الأخضر» يتراجع إلى المركز الثامن برصيد 33 نقطة ويصبح بعيدا عن اللقب. وعلى الرغم من الضغط الذي يهيمن على محيط الرجاء بعد النتائج السلبية الأخيرة في الدوري، إلا أن الفريق سيكون مطالبا بالتركيز على هدفه وهو ضمان التأهل إلى الدور المقبل في عصبة الأبطال، والذهاب بعيدا في المنافسات القارية لإنقاذ موسمه. ويعيش الرجاء واحدا من أسوأ مواسمه على المستوى المحلي، إذ تلقى ثلاث هزائم في عقر داره في منافسات البطولة أمام المغرب التطواني والدفاع الحسني الجديدي بهدف لصفر، ثم أمام حسنية أكادير بهدفين لواحد، علما أنه خسر بمركب محمد الخامس في منافسات كأس العرش أمام الجيش الملكي بهدف لصفر، كما تعرض على غير عادته لهزائم ثقيلة، أبرزها الخسارة بالجديدة بثلاثة أهداف لصفر في مرحلة الذهاب والسقوط المدوي بأكادير أمام الحسنية بخمسة أهداف لثلاثة. وحصد الرجاء 8 هزائم في 24 مباراة وهو رقم كبير، فبالإضافة إلى هزائمه الثلاثة داخل ملعبه، تعثر الرجاء أمام الدفاع الجديدي (3-0) وحسنية أكادير (5-3) والنادي القنيطري (1-0) والوداد البيضاوي (2-1) والمغرب الفاسي (2-1). ولم يخسر الرجاء بميدانه أمام حسنية أكادير منذ النصف الأول من التسعينات، علما أن الفريق السوسي لم يحصل على أي نقطة بالدار البيضاء أمام الرجاء منذ 8 سنوات، وبالضبط منذ تعادله بملعب الأب جيكو موسم 2006-2007. ويعيش الرجاء وضعا لم يعشه منذ 8 سنوات، إذ لم يسبق له أن خسر في 8 مباريات في الدوري منذ موسم 2006-2007، الذي كان فيه مهددا بالنزول إلى القسم الثاني، قبل أن ينقذ موسمه في آخر الدورات وينهي البطولة في المركز الحادي عشر. وخسر الرجاء في موسم 2006-2007 في تسع مباريات، وفي الموسم الموالي انهزم ست مرات وخسر ثلاث مرات فقط في موسم 2008-2009 ثم انهزم في ست مباريات في الموسمين المواليين، وتعثر سبع مرات في موسم 2011-2012 وخسر في مباراتين في موسم 2012-2013 الذي توج فيه بلقب البطولة الاحترافية ثم انهزم في سبع مباريات في الموسم الماضي التي انتهى بتتويج المغرب التطواني باللقب. مكسب الذهاب حقق الرجاء الأهم في مباراة الذهاب وعاد بفوز ثمين بهدف لصفر من قلب جنوب إفريقيا على حساب كايزر شيفز بهدف لصفر، سجله المهاجم النيجيري كريستيان أوساغونا في الدقيقة السابعة. وسيكون الرجاء مطالبا بمناقشة المباراة بهدوء، خاصة أن الضغط سيكون مسلطا أكثر على الخصم الذي سيلعب بالدار البيضاء مندفعا من أجل تحقيق الانتصار، فيما ستكفي نتيجة التعادل فريق الرجاء لبلوغ الدور المقبل. وفي تاريخ مشاركات الرجاء الإفريقية، نادرا ما تعثر الفريق البيضاوي في مباراة الإياب بملعبه بعد فوزه ذهابا، إذ غالبا ما كان يضمن بطاقة التأهل بعد فوزه في مباراة الذهاب بعيدا عن قواعده. ويجب على البرتغالي جوزي روماو، مدرب الرجاء، أن يحصن المناطق الدفاعية ووسط الملعب، مع الاعتماد على سرعة جواد إيسن على الأطراف وفي المرتدات الهجومية من أجل زعزعة دفاع فريق كايزر شيفز. ويراهن الرجاء على الموسم الحالي للعودة بقوة في دوري أبطال إفريقيا، خاصة بعد خروجه المخيب الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني بالضربات الترجيحية. وغاب الرجاء عن دوري أبطال إفريقيا في 2013، وقبل ذلك بعام أقصي من الدور التمهيدي على يد فريق بيريكوم تشيلسي الغاني عندما خسر ذهابا بخماسية نظيفة وفاز إيابا بثلاثة لصفر. آخر مرة بلغ فيها الرجاء دور المجموعات، كانت في 2011، عندما تخطى توربيون التشادي وملعب باماكو المالي وأسيك أبيدجان الإفواري، قبل أن يصل إلى دور المجموعات، إذ حل أخيرا في المجموعة الأولى بثلاث نقاط فقط خلف إنييمبا النيجيري والهلال السوداني والقطن الكامروني، من ثلاث هزائم وثلاث تعادلات. في 2010 أقصي الرجاء من سدس عشر النهاية بعد هزيمته أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي، علما أنه غاب بين 2007 و2009، وخرج من دور الثمن في 2006 أمام شبيبة القبائل الجزائري. وتبقى أفضل مشاركة للرجاء في العقد الأخير هي وصوله إلى دور نصف النهاية سنة 2005، عندما انهزم ذهابا وإيابا أمام نجم الساحل التونسي بهدف دون رد، علما أنه تأهل من مجموعة ضمت الأهلي المصري وإنييمبا النيجيري وأجاكس كيب تاون من جنوب إفريقيا. روماو: مباراة كايزر شيفز ستكون عسيرة اعتبر البرتغالي جوزي روماو مدرب الرجاء البيضاوي بأن المباراة التي سيخوض غمارها الأخير ضد ضيفه الجنوب إفريقي كايزر شيفز برسم إياب الدور التمهيدي الثاني لدوري أبطال إفريقيا تعد امتحانا حقيقيا للفريق. وتوقع روماو في تصريحات أدلى بها ل»المساء» بأن يعمد كايزر شيفز المنهزم خلال مباراة الذهاب بدوربان بهدف لصفر إلى الضغط مند البداية على دفاع الرجاء في محاولة للعودة في النتيجة. ولم يخف روماو من خلال تصريحه ل»المساء» بأن الإدارة التقنية لفريق الرجاء عكفت ومند مدة على دراسة كل الجوانب المرتبطة بمباراة الأحد خاصة ما تعلق منها بنقط قوة وضعف فريق كايزر شيفز. وزاد روماو: «جميع مكونات الرجاء واعية بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها من أجل انتزاع بطاقة التأهل للدور الموالي من منافسات دوري أبطال إفريقيا بالرغم من صعوبة المهمة بالنظر لقيمة ومستوى فريق كايزر شيفز». ووعد روماو أنصار الرجاء بأن عناصر الأخير ستعمل جاهدة لتعويض فقدان أمل التنافس حول لقب الدور الوطني من خلال البحث انتزاع بطاقة التأهل لدوري المجموعات بالرغم من تداعيات الهزيمتين المتواليتين أمام كل من فريقي المغرب الفاسي و حسنية أكادير، ولم يخف روماو كما أشار إلى ذلك تأثره الشديد لضياع حلم المنافسة على لقب الدوري الوطني. باكستر: إمكانياتنا تسمح لنا بهزم الرجاء أعرب الاسكتلندي ستيوارت باكستر، مدرب نادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي، عن ثقته في قدرة فريقه على تحقيق الفوز أمام الرجاء البيضاوي يوم الأحد بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء في إياب دور سدس عشر نهائي دوري أبطال إفريقيا. وقال باكستر في تصريح للموقع الرسمي لكايزر شيفز: «تنتظرنا مباراة قوية في المغرب، لكننا نؤمن بمؤهلاتنا وبإمكانيات لاعبينا، وأرى أن الفوز على الرجاء يبقى ممكنا شريطة استغلال الفرص التي ستتاح لنا وعدم الوقوع في نفس مباراة الذهاب التي خسرناها بهدف لصفر». وأكد باكستر أن الفريق اشتغل جيدا في التداريب على نقط ضعف الرجاء، مشيرا إلى أن كايزر شيفز استفاد من توقف المنافسات المحلية لأزيد من أسبوع بجنوب إفريقيا، بعد أن خاضت مختلف المنتخبات الوطنية مباريات ودية مندرجة في إطار تواريخ «الفيفا». وقال المدرب الاسكتلندي إن لاعبيه استرجعوا طراوتهم البدنية بعد أن خاضوا عددا كبيرا من المباريات الإفريقية والمحلية في ظرف وجيز، وأضاف: «الفريق قطع آلاف الكيلومترات في ظرف وجيز، وكنا نضطر للسفر خارج جنوب إفريقيا لخوض مباريات عصبة الأبطال ثم نلعب الأربعاء الموالي مباريات مؤجلة عن الدوري المحلي». عين على المنافس أسس فريق كايزر شيفز الجنوب إفريقي سنة 1970، ويعتبر من أشهر الأندية في جنوب إفريقيا، حيث يتوفر على أكبر قاعدة جماهيرية، ويفوق عشاقه 16 مليون مناصر في جنوب إفريقيا والدول المجاورة كزيمبابوي وبوتسوانا وناميبيا. وتوج كايزر شيفز بلقب دوري جنوب إفريقيا 11 مرة، أعوام 1974 و1977 و1979 و1981 و1984 و1989 و1991 و1992، قبل أن تتراجع نتائجه بشكل كبير لأزيد من عقد من الزمن، ثم عاد ليتوج بلقب الدوري في 2004 و2005 و2013. وفاز نادي كايزر شيفز بكأس جنوب إفريقيا في 13 مناسبة وذلك سنوات 1971 و1972 و1976 و1977 و1979 و1981 و1982 و1984 و1987 و1992 و2000 و2006 ثم 2013. أما على الصعيد الإفريقي، ففاز فريق كايزر شيفز بلقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 2001 عقب فوزه في المباراة النهائية على إنتر كلوب الأنغولي، علما أنه أقصى نفس العام أندية قوية كالإسماعيلي المصري والنادي الإفريقي التونسي. وفشل فريق كايزر شيفز في الفوز بلقب الكأس الإفريقية الممتازة (السوبر) بعد خسارته العريضة بالقاهرة أمام الأهلي المصر بأربعة أهداف لواحد. ويتصدر كايزر شيفز حاليا ترتيب دوري جنوبا افريقيا الممتاز برصيد 54 نقطة بفارق 8 نقاط عن مطارده المباشر ماميلودي سانداوز. وتفوق الفريق في 16 مباراة وتعادل في ستة، ولم يخسر سوى في مباراتين. ويتوفر فريق كايزر شيفز على خمسة لاعبين يمارسون ضمن منتخب جنوب إفريقيا، وشاركوا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي أقيمت في غينيا الاستوائية، ويتعلق الأمر بحارس المرمى نهالنها خوزوايو والمدافع إريك ماتولو ولاعب الوسط ماندلا ماسونغو ورينيلوي ليتشولونياني ثم المهاجم بيرنار باركر الذي يملك شعبية كبيرة في جنوب إفريقيا. وشارك كايزر شيفز السنة الماضية في دوري أبطال إفريقيا، وتجاوز «بلاك أفريكا» الناميبي وليغا موسولمانا الموزمبيقي قبل أن يقصى أمام فيتا كلوب الكونغولي في دور الثمن، وتم إسقاطه إلى كأس الاتحاد الإفريقي الذي غادره بعد الخسارة ذهابا وإيابا أمام أسيك أبيدجان الإفواري.