بعد تجاوزه بدون عناء لفريق «الشياطين السود» الكونغولي في الدور التمهيدي، يلاقي الرجاء البيضاوي السبت المقبل مضيفه كايزر شيفز الجنوب الإفريقي في ذهاب سدس عشر نهائي دوري أبطال إفريقيا. وسيكون خصم الرجاء في هذا الدور أصعب، خاصة أنه من بين أعرق وأقوى الفرق في جنوب إفريقيا، إذ يملك شعبية كبرى وقاعدة جماهيرية هي الأكبر في جنوب إفريقيا، كما أنه من أكثر الأندية تتويجا بالألقاب المحلية هناك. ويسعى ممثل المغرب الثاني في هذه المسابقة إلى الرجوع بنتيجة إيجابية من قلب جنوب إفريقيا تخول له اللعب بارتياح أكبر بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء. ويتطلع الرجاء إلى مشاركة مشرفة هذه المرة بعد خروجه المفاجئ الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني، علما أنه غاب في 2013 وخرج في 2012 من الدور التمهيدي عقب خسارة ثقيلة أمام فريق بيريكوم تشيلسي الغاني بخماسية نظيفة ذهابا، تلاها فوز غير كاف للرجاء إيابا بثلاثة لصفر. نصائح روماو وتفاؤل أولحاج قال محمد أولحاج، عميد فريق الرجاء، أن فريق كايزرشيفس فريق قوي، ولديه لاعبون في المستوى. وأكد عميد الفريق الذي كان يتحدث في ندوة صحفية عقدت أمس الأول (الخميس) وحضرها عميدا الفريقين والمدربين «أن بعثة الرجاء على اطلاع بنقاط القوة والضعف لدى الفريق المنافس. وتمنى أولحاج، في الندوة التي حضرها رفقة جوزري روماو، مدرب الرجاء، أن يكون زملائه في المستوى المعهود، لتحقيق نتيجة إيجابية تفرح الجمهور الرجاوية، مضيفا أن الرجاء فريق قوي وسيقدم مباراة كبير، رغم قوة الفريق الجنوب إفريقي. وأضاف العميد الرجاوي، أنه شخصيا يعرف الكرة الجنوب إفريقية من خلال مشاركته رفقة المنتخب الوطني في كأس إفريقيا للأمم الذي نظمت بجنوب إفريقيا، معتبرا في الوقت ذاته، أن كرة القدم الإفريقية تطورت كثيرا سواء على مستوى الأداء أو الملاعب التي باتت توفر عليها. وختم أولحاج مداخلته في الندوة بقوله:" إذا كان فريق كايزرشيفس فريق كبير فالرجاء بدوره فريق قوي ولديه لاعبين في المستوى، وسنمتع الجماهير التي ستحضر المباراة". من جانب آخر أجرى الفريق يوم الخميس أول حصة تدريبية له بجنوب إفريقيا، وذلك في الملعب الملحق لملعب موزيس مابيضا، بمدينة ديربان. وجرت الحصة التدريبية وسط جو من التفاؤل والحماس بين اللاعبين، وركز خلالها المدرب البرتغالي على تقديم بعد النصائح التكتيكية للاعبيه، كما أجرى اللاعبون مباراة تدريبية فيما بينهم، مكنت روماو من تصحيح بعد الهفوات. إلى ذلك أجرى زكرياء الهاشيمي، الظهير الأيمن لفريق الرجاء، حصة تدريبية انفرادية بالملعب الملحق لملهب موزيس مابيضا، بالتزامن مع الحصة التدريبية التي أجرتها المجموعة الرجاوية. وخاض الهاشيمي تداريب انفرادية بسبب معاناته من تمزق عضلي، تعرض له في وقت سابق، وفرد عليه الخلود للراحة مدة أسبوع تقريبا. نقط قوة مباراة السبت ستختلف بشكل كبير عن مواجهة فريق الشياطين السود الكونغولي، بدءا من أسلوب اللعب البريطاني الذي تعتمده أندية جنوب إفريقيا، وتقنيات وسرعة لاعبي كايزر شيفز الذين يحضرون بشكل وازن في منتخب جنوب إفريقيا الأول والمحلي والأولمبي. ويختلف كايزر شيفز أيضا عن خصم الرجاء في الدور التمهيدي، لأنه يملك ثقافة الألقاب ولا يدخل المنافسات من أجل الخروج من الأدوار الأولى، ولاعبوه تعودوا على اللعب تحت الضغط وعلى مطالب الجماهير في الحصول على الألقاب في كل موسم. يجب على المدرب جوزي روماو أن يقرأ الخصم جيدا وأن يوظف لاعبي الرجاء بشكل موفق، كما سيكون ممثل المغرب مطالبا باللعب بهدوء والبحث عن مباغتة الخصم، خاصة أنه يتوفر على لاعبين يتوفرون على فرديات عالية كعبد الكبير الوادي ويوسف الكناوي، كما يجب على الرجاء أن يستثمر بشكل جيد تحركات النيجيري كريستيان أوساغونا وضرباته الرأسية الخطيرة التي قد تحدث الفارق في أي كرة ثابتة أو مرتد هجومي. تسجيل هدف خارج الملعب سيكون مفيدا للرجاء في مباراة الإياب بالدار البيضاء، وعلى جوزي روماو أن يتعامل بذكاء مع مباراة السبت وأن يستغل مهارات لاعبيه، خاصة أن أرضية ملعب موزيس مابيدا تعتبر ممتازة واحتضنت مباريات في كأس العالم 2010 وكأس أمم إفريقيا 2013، وبالتالي لن يشتكي الفريق «الأخضر» من أرضية الميدان، على عكس مباراة العودة في الكونغو أمام الشياطين السود. ويراهن الرجاء على الموسم الحالي للعودة بقوة في دوري أبطال إفريقيا، خاصة بعد خروجه المخيب الموسم الماضي من دور سدس عشر النهاية أمام حوريا كوناكري الغيني بالضربات الترجيحية. وغاب الرجاء عن دوري أبطال إفريقيا في 2013، وقبل ذلك بعام أقصي من الدور التمهيدي على يد فريق بيريكوم تشيلسي الغاني عندما خسر ذهابا بخماسية نظيفة وفاز إيابا بثلاثة لصفر. آخر مرة بلغ فيها الرجاء دور المجموعات، كانت في 2011، عندما تخطى توربيون التشادي وملعب باماكو المالي وأسيك أبيدجان الإفواري، قبل أن يصل إلى دور المجموعات، إذ حل أخيرا في المجموعة الأولى بثلاث نقاط فقط خلف إنييمبا النيجيري والهلال السوداني والقطن الكامروني، من ثلاث هزائم وثلاث تعادلات. في 2010 أقصي الرجاء من سدس عشر النهاية بعد هزيمته أمام بيترو أتلتيكو الأنغولي، علما أنه غاب بين 2007 و2009، وخرج من دور الثمن في 2006 أمام شبيبة القبائل الجزائري. روماو: الرجاء أمام امتحان حقيقي أكد جوزي روماو، مدرب فريق الرجاء أن المباراة أمام كايزرشيفس ستكون صعبة، بالنظر إلى قيمة الفريق الجنوب إفريقي، خاصة أنه متصدر ترتيب الدوري الجنوب إفريقي، فضلا على أنه لديه تجربة كبيرة في المنافسات الإفريقية. وأضاف المدرب البرتغالي في ندوة صحفية عقدها أمس الأول (الخميس)، بحضور العميد محمد ولحاج، ومدرب وعميد الفريق الجنوب إفريقي، أن الرجاء فريق كبير، وسيقدم مباراة كبيرة. وأوضح روماو، أن الرجاء أمام امتحان حقيقي، وسيكون شرف كبير أن يحقق الرجاء التأهل على حساب فريق كبير، مبديا في الوقت ذاته إعجابه بملعب موزيس مابيضا، الذي سيحتضن المباراة بين الفريقين. ودعا روماو وسائل الإعلام الجنوب إفريقية التي حضرت لتغطية الندوة للحضور لمباراة الإياب التي ستجرى بملعب مركب محمد الخامس، إذ أكد أنها ستدور في أجواء جد رائعة، بالنظر إلى حجم الجمهور الرجاوي والاحتفالية التي يخلقها في المدرجات، فضلا عن جمالية أرضية الملعب. باكستر: المباراة ستكون صعبة تحدث ستيوارت باكستر، مدرب فريق كايزرشيفس الجنوب إفريقي عن مباراة فريقه ضد الرجاء. وقال الأخير أن المباراة ستدور على أرضية ملعب جيدة، حيث سيحاول فريقه تحقيق الفوز لتفادي أي نتيجة سلبية في مباراة الإياب. واعتبر المدرب الاسكتلندي أن المباراة ستكون صعبة على الفريقين نظرا لقوتهما، رغم أن فريقه مطالب أكثر من الرجاء بالفوز على اعتبار أنها مباراة ذهاب. وأشار ستيوارت باكستر أن المباراة أمام الرجاء تختلف عن مباراة الدور التمهيدي، لذلك وجب على فريقه الاستعداد بشكل جيد، لتحقيق الفوز، نظرا لقيمة الرجاء. عين على المنافس تأسس فريق كايزر شيفز الجنوب إفريقي سنة 1970، ويعتبر من أشهر الأندية في جنوب إفريقيا، حيث يتوفر على أكبر قاعدة جماهيرية، ويفوق عشاقه 16 مليون مناصر في جنوب إفريقيا والدول المجاورة كزيمبابوي وبوتسوانا وناميبيا. وتوج كايزر شيفز بلقب دوري جنوب إفريقيا 11 مرة، أعوام 1974 و1977 و1979 و1981 و1984 و1989 و1991 و1992، قبل أن تتراجع نتائجه بشكل كبير لأزيد من عقد من الزمن، ثم عاد ليتوج بلقب الدوري في 2004 و2005 و2013. وفاز نادي كايزر شيفز بكأس جنوب إفريقيا في 13 مناسبة وذلك سنوات 1971 و1972 و1976 و1977 و1979 و1981 و1982 و1984 و1987 و1992 و2000 و2006 ثم 2013. أما على الصعيد الإفريقي، ففاز فريق كايزر شيفز بلقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 2001 عقب فوزه في المباراة النهائية على إنتر كلوب الأنغولي، علما أنه أقصى نفس العام أندية قوية كالإسماعيلي المصري والنادي الإفريقي التونسي. وفشل فريق كايزر شيفز في الفوز بلقب الكأس الإفريقية الممتازة (السوبر) بعد خسارته العريضة بالقاهرة أمام الأهلي المصر بأربعة أهداف لواحد. ويتصدر كايزر شيفز حاليا ترتيب دوري جنوبا افريقيا الممتاز برصيد 51 نقطة بفارق تسع نقاط عن مطارده المباشر ماميلودي سانداوز. وتفوق الفريق في 15 مباراة وتعادل في ستة، ولم يخسر سوى في مباراة واحدة. ويتوفر فريق كايزر شيفز على خمسة لاعبين يمارسون ضمن منتخب جنوب إفريقيا، وشاركوا في كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي أقيمت في غينيا الاستوائية، ويتعلق الأمر بحارس المرمى نهالنها خوزوايو والمدافع إريك ماتولو ولاعب الوسط ماندلا ماسونغو ورينيلوي ليتشولونياني ثم المهاجم بيرنار باركر الذي يملك شعبية كبيرة في جنوب إفريقيا. وشارك كايزر شيفز السنة الماضية في دوري أبطال إفريقيا، وتجاوز «بلاك أفريكا» الناميبي وليغا موسولمانا الموزمبيقي قبل أن يقصى أمام فيتا كلوب الكونغولي في دور الثمن، وتم إسقاطه إلى كأس الاتحاد الإفريقي الذي غادره بعد الخسارة ذهابا وإيابا أمام أسيك أبيدجان الإفواري.