كشف المجلس الأعلى للحسابات أن الظروف العامة التي يتم فيها ذبح وإعداد اللحوم داخل مجازر الدارالبيضاء، التي لا تتوفر على اعتماد صحي من المكتب الوطني للسلامة الصحية، سيئة. وزكى المجلس المعطيات التي نشرتها «المساء» حول وجود اختلالات وعدم احترام معايير السلامة بمجازر الدارالبيضاء، وأوضح المجلس في تقريره السنوي أن معايير الذبح لا يتم احترامها داخل المجازر المذكورة، حيث لا تخضع عمليات الذبح لأي نظام، كما أن جميع العمليات من الغسل إلى التسليم تتم في المكان ذاته دون عزل بين الأشغال المتسخة والأشغال النظيفة. وفي الوقت الذي تحاشى فيه المجلس التطرق إلى مسألة وجود أختام صحية على اللحوم التي ذبحت داخل مجزرة غير معتمدة، أوضح بخصوص الاختلالات التي تعرفها مجازر الدارالبيضاء، والتي يمكن أن تؤثر على جودة اللحوم التي يستهلكها البيضاويون، أن المهنيين يقومون بالتنقل من مناطق الذبح إلى مناطق السلخ وتنظيف الأحشاء، وكذا إلى غرف التبريد دون احترام الضوابط الصحية المعمول بها، موضحا في الوقت ذاته أنه لا يتم اعتماد أي نظام للتطهير والتعقيم للمناطق المعرضة للاتساخ. ولاحظ المجلس، كذلك، أن الاختلالات التي تعرفها مجازر الدارالبيضاء تمتد إلى غياب شروط ممارسة المراقبة البيطرية البعدية، حيث يتسم الفضاء المخصص للمراقبة البيطرية بالضيق وعدم الملاءمة، وهو ما لا يتيح المراقبة البيطرية البعدية ولا يساعد المصالح البيطرية على القيام بمهامها في ظروف ملائمة، علما أن خدمة تقطيع «السقيطة» إلى جزأين لم يتم تعميمها بعد. وفي سياق متصل، كشف المجلس اختلالات تسييرية داخل المجازر، تتمثل في استغلال قاعة تقطيع اللحوم من طرف شركة «ALIV»، في غياب أي اتفاقية لتوضيح العلاقات التعاقدية التي تربطها بالمفوض له، مضيفا أن الشركة المذكورة حققت سنة 2013 رقم معاملات وصل إلى 17.77 مليون درهم، عن طريق تطوير أنشطة متعددة غير واردة في عقد التدبير المفوض كبيع اللحم المفروم وشرائح اللحوم والنقانق. وأكد المجلس أن الشركة قامت بتجهيز قاعة التقطيع بمعدات حديثة وملائمة للأنشطة التي تزاولها شركة «ALIV»، عوض القيام باستثمارات تعاقدية، في حين تحمل مجلس المدينة مصاريف تتعلق بنفس الشركة، خاصة بالاستغلال، كمصاريف نقل اللحوم ومصاريف الموظفين ومصاريف شراء التوابل ومصاريف تلفيف وتعبئة المنتجات المعدة للبيع، بالإضافة إلى مصاريف مسك المحاسبة، فضلا عن استغلال الشركة المذكورة الرخصة المسلمة لمجازر الدارالبيضاء من أجل تسويق منتجاتها في ميدان صناعة اللحوم.