التقت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كليتون، في جلسة مغلقة، أول أمس الاثنين، على هامش أشغال منتدى المستقبل المنعقد بمراكش، مع وزراء الخارجية لبعض الدول العربية، بينهم وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري وممثلون عن دول مجلس التعاون الخليجي والخارجية المصرية والأردن والعراق. وكان لافتا للانتباه أن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، المشارك في أشغال المنتدى بمراكش، لم يستدع إلى هذا اللقاء مع المسؤولة الأمريكية، وعزا مصدر مطلع هذا الأمر إلى وجود غضب أمريكي على عمرو موسى بسبب مواقفه الرافضة لمواصلة الاستيطان الإسرائيلي، وخاصة تصريحاته التي اتهم فيها أمريكا بالانحياز الأعمى إلى المواقف الإسرائيلية في هذه القضية. وأشار مصدرنا إلى وجود مساع حميدة قادتها بعض الدول صباح أمس بهدف تلطيف الأجواء بين عمرو موسى والمسؤولة الأمريكية في اتجاه عقد لقاء بين الطرفين لتذويب هذا جليد هذا الخلاف. وخلال هذا اللقاء، الذي جمع المسؤولة الأمريكية بممثلي بعض الدول العربية بحضور الطيب الفاسي الفهري، قال مصدرنا إن هيلاري كيلنتون كانت واضحة بخصوص مسألة الاستيطان الإسرائيلي عندما قالت «إنها لا تريد أن تسمع من العرب، مستقبلا، دعوات إلى وقف بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية قبل بدء المفاوضات»، داعية في الوقت نفسه إلى ضرورة تبليغ هذه الرسالة إلى مسؤولي السلطة الفلسطينية. وفي سياق آخر، دعت هيلاري كلينتون نظراءها في الدول العربية، خلال هذه الجسلة المغلقة، إلى ضرورة تبني مواقف واضحة وصريحة ضد البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الأمر لا ينبغي أن يبقى في الخفاء، فيما أعرب البعض عن تخوفه من أن يتضمن البيان الختامي لمنتدى المستقبل هذه القضية. وفي حفل تقديم المشروع المغربي الخاص بالطاقة الشمسية، ذكر مصدرنا أن كلينتون فوجئت وأصيبت بذهول كبير عندما رأت علي الفاسي الفهري، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، يلقي عرض تقديم المشروع باللغة الفرنسية بعدما كانت الوزيرة بنخضرا قد قدمت عرضا مماثلا، لكن باللغة العربية، قبل أن تتساءل كلينتون عن السبب وراء الحديث باللغة الفرنسية في مثل هذا اللقاء. من جهة أخرى، شوهد حسن أوريد، الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، ببذلته الرسمية خلال حفل تقديم مشروع الطاقة الشمسية أول أمس بورزازات، الذي ترأسه الملك محمد السادس بحضور هيلاري كلينتون. ولم يكن حسن أوريد جالسا مع رجال الأعمال المغاربة أو الوزراء، وإنما كان جالسا في مكان محوري وسط المسؤولين الأمنيين المغاربة، حيث وضعه البروتوكول الملكي على الجانب الأيسر من القاعة وسط قائد الدرك الملكي الجنرال حسني بنسليمان والمدير العام للأمن الوطني الشرقي الضريس والجنرال بوشعيب عروب، رئيس المكتب الثالث للقوات المسلحة الملكية، في ما اعتبر مؤشرا على قرب تعيين محتمل لأوريد في منصب هام على رأس وزارة القصور والتشريفات والأوسمة.