أطفأت قناة «الرياضية» قبل أيام شمعتها الثالثة وسط كثير من الأسئلة والملفات المطلبية العالقة تتعلق بنسبة المتابعة والآليات التقنية والتكوين والتسيير ووضعية بعض المشتغلين، لاسيما ما يرتبط بالأجور ووجود موظفين أشباح داخل هذه القناة. مباشرة بعد تعيينه مديرا لقناة الرياضية، أقدم المدير الجديد طارق النجم على مجموعة من التغييرات، إذ عمد إلى إعادة توزيع بعض الصحافيين بين خلية البث (حسن بامو، رازقو) والأخبار والبرمجة (محمد بن ثابث)، مع الاحتفاظ باسم محمد سقيم كمنسق عام بين الخلايا الثلاث، مع إلحاق النقابي شخمان بخلية البث وإلحاق النقابي بلكابوس بخلية البرامج. وأكدت مصادر أن خلية الأخبار تضم 5 رؤساء تحرير، التحق بعضهم بالقناة قبل حصولهم على دبلوم الصحافة وعينوا رؤساء للتحرير، قبل مرور خمس سنوات التي يشترطها المهنيون في الاسم المرشح لرئاسة التحرير. وأشار المصدر إلى أن القناة الرياضية لا تضم إلا مديرا واحدا، ألا وهو طارق النجم، في الوقت الذي تسير باقي الخلايا وفق منطق التدبير المؤقت، إذ لا تكاد تمر مدة قصيرة حتى يتغير الاسم المكلف بالإشراف أو التنسيق، وفق حسابات متداخلة وممنهجة. وفي السياق ذاته، عبر بعض التقنيين في تصريحات ل«المساء» عن تذمرهم مما أسموه التعامل غير العادل بين التقني والصحافي، وأضافوا أن الإدارة السابقة كانت تنظر إلى الصحافي نظرة تختلف عن نظرتها إلى التقني وأن الملفات التي يضعها التقنيون لا تجد لها آذانا مصغية، لعدة اعتبارات منها أن الصحافيين قادمون من الصحافة المكتوبة التي جاء منها العلمي المدير السابق،»فالمدير السابق صحافي ويعرف ماذا يمكنه أن تفعله الصحافة، لقد كان الأخير ذكيا، وكان يعرف جيدا أن الأسماء التي ألحقت بالرياضية مازالت قادرة على تحريك بعض الأشياء في منابرها السابقة، وهذا كان على حساب وضعية التقنيين الذين همشوا من تحسين الأجور والترقيات والمسؤولية»، يقول مصدر من داخل القناة. وفي ارتباط بموضوع التقنيين، أضاف المصدر أن هذه الفئة تستعد لتأسيس نقابة خاصة بالتقنيين الرياضيين (40 تقنيا) قادرة على الدفاع عن مطالبهم وتحسين وضعيتهم (تحسين الأجور، اعتماد معايير المنح المعتمدة في الشركة) بالنظر إلى عدم قدرة النقابة على تحقيقها، وفي ضوء التعيينات الجديدة التي ستكون لها تداعيات على العمل النقابي. «مع الإشارة إلى أننا لم نتوصل إلى حد الساعة بمصاريف المهمات الخارجية، لأنه لم يتم اعتماد توقيع النجم كمدير لدى الشركات البنكية، وقد قدم الطلب قبل أسبوعين، وهو الآن بين فيصل العرايشي ومحمد الحضوري المدير المركزي للمالية». وفي علاقة بمشاكل القناة التقنية أضاف المصدر: «كما يعلم الجميع قناة الرياضية لا تتوفر إلا على 6 سيارات متهالكة يتناوب عليها شباب الرياضية، وأحيانا يتم اكتراء سيارات أخرى في حالة الاقتضاء، وإذا ما تعطلت واحدة توجه للرباط للإصلاح، في الوقت الذي لا تعتمد الصيانة في البيضاء، هذه المشاكل تنضاف إلى مشكل الأستوديو الذي تسجل وتبث فيه أغلب البرامج الحوارية، وهو الأستوديو الذي يبلغ عرضه 6 أمتار مربعة وعلوه 3 أمتار مربعة، وهذا بعيد كل البعد عن المواصفات الدولية، هذا دون نسيان الإشارة إلى اعتماد نظام إضاءة عادي. وأعتقد أن مساحة المقر ككل لا تسمح بالاشتغال، إذا كنا نتحدث عن قناة حقيقية، هذا دون نسيان الإتيان على ذكر انقطاع البث قبل سنة واكتشاف أن المولد الكهربائي البديل يحتاج إلى وقود». وبشكل لا يختلف عما تعيشه دار البريهي، تشهد قناة الرياضية موظفين أشباحا لا يجد لهم الصحافي أو التقني العادي أي أثر داخل القناة. وفي هذا الإطار قال المصدر: «تضم قناة الرياضية حوالي 160 مشتغلا، من بينهم 130 يعملون بشكل رسمي والآخرون موسميون، لدينا 10 صحافيات أغلبهن لا يلتحقن بالملعب، ولا يعرفن أي شيء عن الكرة، في الرياضية موظفون أشباح لا نعرفهم. قبل مدة، توقف برنامج كانت تعده وتقدمه ثلاث صحافيات، منذ ذلك الوقت لا يشتغلن ولا يأتين إلى الرياضية إلا نادرا، مع الإشارة إلى أن إحداهن مقربة عائليا من المدير السابق والثانية سافرت للالتحاق بزوجها خارج الوطن لمدة 6 أشهر وعادت بعد ذلك، في الوقت الذي قضت ثالثة فترة طويلة في منزلها، مع التأكيد على أن أجورهن تتراوح ما بين 23 ألف درهم وعشرة آلاف درهم». وفي علاقة بأداء القناة الثالثة، يرى مهتمون بواقع التلفزيون المغربي أن هذه القناة لم تستطع أن تقترب من المشاهد المغربي، بالنظر إلى المواد التلفزيونية المقدمة والإمكانيات التقنية والمادية المرصودة، وهو ما أفضى أولا إلى عدم قدرة هذه القناة على المنافسة مع محطات عربية، وأفضى كذلك إلى عدم تجاوز نسبة متابعة المغاربة لها 5 في المائة، حسب أرقام تسربت إلى الصحافة الوطنية.