القصة المروعة حدثت جل تفاصيلها بأحد دواوير منطقة غفساي، البلدة المعروفة بانتشار زراعة القنب الهندي بها وتنامي استهلاك المخدرات في أوساط شبابها، وبطلتها لم تكن سوى تلميذة تدرس بالسنة الثالثة بإعدادية الإمام علي، وبطلها شاب وعد التلميذة «فاطمة. و» بالزواج، فتمكن بذلك من افتضاض بكارتها، وظل يمارس عليها الجنس إلى أن حبلت فأجهض جنينها، قبل أن يتخلى عنها في طريق كله أشواك. وبمجرد ما قدمت عائلتها شكاية ضده إلى أقرب مركز للدرك، سارع إلى اختطاف القاصر، لكنه سرعان ما تخلص منها في مركز مدينة تاونات. «فاطمة»، إبان تفجر قضيتها في الأوساط الحقوقية بالبلدة، لم تبلغ بعد ال 16 من عمرها، ومع ذلك، فإن أزهار ربيعها اليانعة قد ذبلت، ومن الصعب أن تعاد إليها البسمة التي سرقت منها. ومما حكته هذه الفتاة لرجال الدرك، أن «محمد. ق»، وهو يزاول مهنة النقل السري عبر سيارة «مرسيديس»، قد لجأ إلى معجم لا ينضب من العبارات العاطفية من أجل استدراجها. وكان يستغل وسيلة نقله لمطاردتها، عوض أن يستخدمها في نقل الركاب. واستغل التزامه مع أولياء الأمور لنقل التلاميذ من وإلى المؤسسة -التي تدرس بها- ليزيد من معاكسة هذه الفتاة التي اعتقدت بأن هذا الشاب، وهو يبذل كل هذه المجهدوات المضنية للتقرب منها، إنما هو عاشق ولهان يريدها للزواج، فرضخت بعد مقاومة. وحصل على استعمال الزمن الخاص بها وظل في غالب الأوقات مرابطا بالباب الرئيسي للمؤسسة في انتظارها، قبل أن يعمد إلى افتضاض بكارتها في الخلاء ذات يوم سبت، وهي في طريق العودة إلى منزل العائلة الذي يبعد بمسافة كبيرة عن الإعدادية. وبمجرد افتضاض البكارة، ظل الشاب يهددها بفضح أمرها وإبلاغ عائلتها بطرقه الخاصة. ولأن الفتاة كانت تخاف من ردة فعل العائلة التي مرغ شرفها في الوحل، فإنها بقيت تلبي كل الطلبات الجنسية للشاب دون أدنى تردد، على أمل أن تقنعه يوما ما بأن يتقدم لخطبتها من عائلتها وتنتهي مأساتها. وذات نهاية شهر، وعلى غير العادة، تأخرت عادتها الشهرية، فأخبرته بالأمر، وقرر عرضها على صيدلية بالمنطقة، فكان الرد بأن الفتاة حامل. وبدأ الشاب من تكثيف المساعي لإجهاضه، فانتقل إلى مدينة فاس بحثا عن متخصص في العملية، حيث وجده في مصحة خاصة تقول الفتاة إنها تجهل مكانها. واستمر «محمد»، مع ذلك، في ممارسة الجنس على هذه القاصر، قبل أن يصل الملف إلى العائلة، وتقرر هذه الأخيرة اللجوء إلى رجال الدرك، وبعدهم إلى القضاء، طلبا للإنصاف. وبمجرد علمه بخبر الشكاية، عمد إلى السفر بفتاته من دوار «تازغردة» إلى مدينة تاونات ومنحها مبلغا ماليا وطلب منها انتظار عودته، فيما اختفى هو عن الأنظار. وبالرغم من أن كل المعطيات تدين هذا الشاب، فإن الفتاة تنازلت عن أقوالها لدى الدرك بعدما وعدها في مكالمة هاتفية بالعودة ليخطبها من عائلتها. الفتاة تنازلت عن الشكاية، لكن الشاب تنكر لها دون أي اكتراث.