عثرت السلطات الأمنية، يوم الجمعة الماضي، على جثة متحللة ومقطعة الأوصال لرجل فرنسي في عقده الخامس بدرب للاغيثة بحي ا لموقف بمراكش. وهرعت سيارات الأمن الوطني بالدائرة الثانية إلى عين المكان بعد أن أبلغ أحد السكان عن روائح كريهة تنبعث من منزل الضحية. وأشارت مصادر جيدة الاطلاع إلى أنها لاحظت تحركات «مشبوهة» لشخص داخل منزل المقيم الفرنسي قبل أيام، حيث كان يقوم بنقل بعض الأثاث على متن سيارة نقل صغيرة «هوندا» من المنزل الذي كان في ملكية المقيم الفرنسي، مباشرة بعد قيامه بجريمة القتل على الأرجح، الأمر الذي زرع الريبة والشك لدى بعض الجيران. وقد وجد رجال الأمن، رفقة نائب الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الذين استنفرهم الحادث بشكل كبير، جثة الضحية الفرنسي مغطاة بثوب مصنوع من الصوف وموضوعة في أحد أركان سطح المنزل لمدة تجاوزت عشرة أيام، الشيء الذي جعلها تتحلل بشكل أصبحت معه ملامح الضحية غير واضحة، وتنبعث منها روائح كريهة. وذكرت مصادر عليمة، في حديث مع «المساء»، أن الشرطة العلمية ضبطت أدوات حديدية ومنشارا في الطابق السفلي للمنزل نفسه الذي عثر فيه على الجثة. ولم تكشف المصادر ذاتها ما إذا كان المنشار الموجود بالمنزل قد استعمل في تنفيذ الجريمة، خصوصا وأن آثار العنف بادية على الجثة. وفيما رجحت مصادر من عين المكان أن يكون الحادث جاء نتيجة علاقة شاذة كانت تجمع بين الضحية والقاتل الفار، خصوصا وأن العديد من الأشخاص المغاربة كانوا يتوافدون على منزل القتيل منذ سنوات عديدة وسبق أن تقدم سكان المنطقة بشكاية إلى المصالح الأمنية ضد الفرنسي حول المشاكل التي يتسبب فيها الزائرون لمنزله والشبهات التي يثيرونها حوله، أكدت مصادر أخرى أن الحادث هو نتيجة لعمل إجرامي سعى من خلاله القاتل إلى السطو على بعض الممتلكات الثمينة للضحية. وكشفت مصادر «المساء» أن رجال الأمن أجروا تحقيقات دقيقة مع بقال يوجد بالقرب من منزل الضحية كان يقتني منه الفرنسي السلع والمواد الأساسية، فيما لا زالت التحقيقات جارية مع سائق ال«هوندا» الذي نقل المسروقات من منزل الضحية. هذا، وفتحت المصالح الأمنية تحقيقا في ظروف وملابسات الوفاة الغامضة للفرنسي، فيما تم نقل جثته إلى مستودع الأموات بمكتب حفظ الصحة البلدي بباب دكالة لإخضاعها لتشريح طبي لتحديد أسباب الوفاة، في انتظار نتائج التحريات المفتوحة.