بعد أقل من 24 ساعة من عثور المصالح الأمنية على جثة متحللة لرجل فرنسي يدعى قيد حياته «دان أوليفيي جون»، توصل أفراد ينتمون إلى الشرطة القضائية بمراكش إلى القتيل، مختبئا في منزل للعائلة بمنطقة السويهلة، بعد علمه باكتشاف الجثة من قبل المصالح الأمنية بمراكش. وقد قامت مصالح الشرطة المكونة من الشرطة العلمية والقضائية بإعادة تمثيل الجريمة، ظهر أول أمس الأربعاء، بمسكن القتيل «الشاذ» الكائن بدرب لالة غيثة بالموقف، إذ قام القاتل «عبد اللطيف أ.» (26 سنة) بينما كان الأجنبي «الشاذ» يمارس عليه الجنس، (قام) بخنقه بيديه إلى أن فارق الحياة. وأوضح الجاني الذي تعرف على القتيل في يوليوز الماضي، بينما كان جالسا بمقهى بساحة جامع الفنا، أنه في ليلة الجمعة 9 أكتوبر الجاري، طلب الفرنسي من «عبد اللطيف» السماح له بممارسة الجنس عليه بشكل مخالف للسابق، إذ هذه المرة سيستلقي الفرنسي الشاذ على ظهره ويبدأ القاتل بملاعبة عضوه التناسلي، بيد أن الجاني سيحس بغيظ كبير بعد مرور دقائق على ممارسة هذه السلوكات الشاذة، فكان تعبير عبد اللطيف عن ندمه هو إزهاق روح الفرنسي الذي يتميز ببنية جسمية ضعيفة، ومتقدما في السن. بعد أن تأكد القاتل من أن الأجنبي قد فارق الحياة أنزل جثته من فوق السرير إلى الأرض، بعدما ألبسه سرواله، وقام بتغطيته بغطاء قطني وامتد على السرير للتفكير في الطرق التي يمكن بها طمس علامات الجريمة والتخلص من الجثة. استقر رأي عبد اللطيف على إخراج الجثة من المنزل إلى الخلاء ودفنها هناك، ليقوم بربط اليدين والرجلين بشريط لاصق (سكوتش)، لكن بعد وهلة عدل عن هذه الطريقة، ليقرر بعد ذلك دفن الجثة داخل المنزل. مصدر أمني قال إن الجاني اشترى مطرقة متوسطة الحجم ووتدا (بيران)، وكيلوغرامات من الإسمنت، طالبا من شخص جلبه من «الموقف» حفر حفرة مستطيلة في المرحاض، حينها كانت الجثة موضوعة في غرفة في السطح. عرض الجاني بعض الأثاث المنزلية للبيع، مقابل حصوله على 2500 درهم، في حين احتفظ ببعضها، كجهازي استقبال رقميين «نيميريك» وجهاز فيديو وآلة تسجيل وملابس، ضبطت بمنزل أسرته بقيادة امزوضة عمالة شيشاوة. كادت الجريمة تنكشف بسرعة، ستةَ أيامٍ بعد وقوعها، بعدما جاءت صاحبة المنزل الذي كانت تكتريه للفرنسي، مانعة عبد اللطيف من نقل الأثاث، ليقابلها الظنين بالقول «إن جون كلفني بنقل الأثاث إلى محل بحي المحاميد». انتقل عبد اللطيف إلى مسقط رأسه بامزوضة، من أجل نسيان الحادث الذي ظل يقض مضجعه، لكن بمجرد علمه بوصول الخبر إلى رجال الشرطة بالدائرة الثانية، وكذا رجال الدرك الملكي، فر هاربا إلى الخلاء، بعد أن رمى بعض الوثائق الخاصة بالهالك (جواز السفر، دفتر الشيكات، بطاقة الإقامة...) في «خطارة» مائية. التحقيقات التي أجرتها المصالح الأمنية، تحت إشراف رئيس الشرطة القضائية، قادت إلى الجاني، بعدما كانت آثار الجريمة قد تم طمسها. وقد علمت «المساء» من مصادر جيدة الإطلاع أن الجثة أصيبت بتحلل أصبحت معه الديدان والروائح الكريهة تنبعث منها وتزكم الأنوف، بعد مرور 14 يوما على إزهاق روح صاحبها.