عثرت المصالح الأمنية بمراكش، أخيرا، على جثة مواطن متحللة بدرب المحارمي، بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بعد أن مضى على وفاة صاحبها أزيد من 15 يوما. وأوضحت مصادر عليمة أن اكتشاف الجثة جاء بعد انبعاث الروائح الكريهة التي عمت المنزل ونواحيه، وكذا اختفاء الهالك عن الأنظار لفترة طويلة، مما دفع أفراد أسرته إلى نشر مذكرة بحث عنه، ليجدوه بعد دخولهم إلى المنزل جثة هامدة. ولا زالت ظروف وأسباب وفاة الهالك مجهولة، في انتظار النتائج التي سيعلن عنها تقرير الطب الشرعي. وبينما تم العثور على الجثة في الساعة العاشرة صباحا، فإن المصالح الطبية لم تحضر إلى مكان الحادث إلا بعد ست ساعات من الاكتشاف أي في الساعة الثالثة زوالا. وليست هذه المرة الأولى التي تعثر فيها المصالح الأمنية على جثث متحللة، فقد سبق لها أن عثرت قبل ثلاثة أسابيع على جثتين متحللتين لأجنبيين، إحداها جراء عمل إجرامي قام به أحد الشباب الذي كان على علاقة جنسية شاذة بالضحية الفرنسي، وآخرها كانت لرجل صيني لفظت جثته حوالي 10 كبسولات تحتوي على مخدر الشيرا. وكان مركز الشرطة قد تلقى اتصالا هاتفيا من أحد سكان عمارة «ملك» الموجودة بشارع عبد الكريم الخطابي، المحاذي للسوق التجاري «مرجان»، تفيد بأن روائح كريهة تنبعث من شقة بالعمارة المذكورة. كان احتمال سبب انبعاث هذه الروائح الكريهة ناتج عن تحلل جثة أحد السكان، كبيرا جدا، على اعتبار أن هذا الحادث يذكر المصالح الأمنية بالحادث الذي عرفه حي للاغيثة بالموقف الشهر الماضي، والذي عثرت فيه مصالح الشرطة القضائية على جثة متحللة بعد مرور 14 يوما عن وفاة صاحب الجثة. بمجرد وصول رجال الأمن إلى مكان الحادث، وجدوا المتصل في استقبالهم، فتوجهوا صوب باب المنزل «المشتبه فيه»، بعد دقات متتالية لم يتلقوا أي جواب، اضطر أفراد الشرطة بعد ازدياد الشكوك حول جريمة احتضنها هذا البيت، توجهوا إلى المحكمة من أجل الحصول على إذن وكيل الملك من أجل اقتحام المنزل والوقوف على حقيقة الوضع داخل المنزل. مع أول خطوة داخل المنزل الذي يقيم فيه أجنبي يحمل الجنسية الصينية، أزكمت الروائح الكريهة للجثة أنوف رجال الأمن، فاضطروا معها إلى استعمال المناديل للحد من قوة الروائح النتنة، في إحدى زوايا البيت تنزوي جثة الصيني متحللة فقد مرت عليها أيام. بدأت التحقيقات حول ملابسات الحادث من قبل الشرطة العلمية، لكن عمل المكلفين بالتحقيق في الجثة وظروف تحللها وارتكاب الجريمة، سيكشف عن مفاجآت لم تكن على بال أحد ممن حضر، بمجرد أن بدأت التحقيقات بخصوص الجثة، حتى بدأت كبسولات بلاستيكية تحتوي على مادة بيضاء تتناسل من بطن الهالك، كبسولة وراء أخرى، الأمر الذي أثار استغراب المحققين، لكن التحليلات العلمية ستؤكد فعلا أن المادة التي ضبطت في بطن الضحية هي مخدر الشيرا، كمية المادة السامة التي ضبطت ببطن الضحية قدرت ب 950 غراما. التحقيقات الأمنية لا زالت جارية لمعرفة ملابسات الحادث، وما إذا كان هذا العمل ناتجا عن عمل إجرامي ارتكب من قبل فرد أو عصابة، أو أنه محاولة فاشلة لتهريب المخدرات.