في ظرف أسبوعين، عثرت المصالح الأمنية بمدينة مراكش على جثتين متحللتين لأجنبيين، إحداهما جراء عمل إجرامي قام به أحد الشباب الذي كان على علاقة جنسية شاذة بالضحية الفرنسي، والأخرى كانت لرجل صيني لفظت جثته حوالي 10 كبسولات تحتوي على مخدر الشيرا. في الأسبوع الجاري، تلقت المصالح الأمنية اتصالات هاتفية من أحد سكان عمارة «ملك» الموجودة بشارع عبد الكريم الخطابي، المحاذي للسوق التجاري «مرجان»، تفيد بأن روائح كريهة تنبعث من شقة بالعمارة المذكورة. كان انبعاث هذه الروائح الكريهة ناتجا عن تحلل جثة أحد السكان، فرضية واردة بقوة ، على اعتبار أن هذا الحادث يذكر المصالح الأمنية بالحادث الذي عرفه حي للا غيثة بالموقف، يوم الجمعة ما قبل الماضية، والذي عثرت فيه مصالح الشرطة القضائية على جثة متحللة بعد مرور 14 يوما. بمجرد أن وصل رجال الأمن إلى مكان الحادث، حيث وجدوا المتصل في استقبالهم، توجهوا صوب باب المنزل «المشتبه فيه»، دقات متتالية من أجل العثور على أي شخص داخل المنزل، ستنهي سيناريوها ثانيا لنوع آخر من الجرائم التي تظل مجهولة إلى أن تتحلل الجثة وتنبعث منها الروائح الكريهة. أفراد الشرطة اضطروا، بعد ازدياد الشكوك حول جريمة احتضنها هذا البيت، إلى التوجه نحو المحكمة من أجل الحصول على إذن وكيل الملك من أجل اقتحام المنزل والوقوف على حقيقة الوضع. مع أول خطوة داخل المنزل الذي يقيم فيه أجنبي يحمل الجنسية الصينية، أزكمت الروائح الكريهة للجثة أنوف رجال الأمن، اضطروا معها إلى استعمال المناديل للحد من قوة الروائح النتنة. في إحدى غرف البيت تنزوي جثة الصيني متحللة وقد مرت عليها أيام. بدأت التحقيقات على ملابسات الحادث من قبل الشرطة العلمية، لكن عمل المكلفين بالتحقيق حول صاحب الجثة وظروف تحللها وارتكاب الجريمة، سيكشف عن مفاجآت لم تكن على بال أحد ممن حضر، إذ بمجرد أن بدأت التحقيقات بخصوص الجثة، أخذت كبسولات بلاستيكية تحتوي على مادة بيضاء تتساقط من بطن الهالك، كبسولة وراء أخرى، الأمر الذي أثار استغراب المحققين، لكن تحليلات الشرطة العلمية ستؤكد فعلا أن المادة التي ضبطت في بطن الضحية هي مخدر الشيرا، كمية المادة السامة التي ضبطت ببطن الضحية قدرت ب 950 غراما. التحقيقات الأمنية لا زالت جارية لمعرفة ملابسات الحادث، وتوضيح ما إذا كان هذا العمل ناتجا عن عمل إجرامي ارتكب من قبل فرد أو عصابة، أو أنه محاولة فاشلة لتهريب المخدرات.