اعتقلت الشرطة القضائية بمراكش، يوم الثلاثاء الماضي، فرنسيا يشتغل مدير شركة مقيم بالمدينة الحمراء متهم في قضية «دعارة قاصرين» بمقر إقامته. وأمرت النيابة العامة بإجراء تحقيق معمق، وتقديم المتهم إلى العدالة، فيما أمر وكيل الملك بإجراء خبرة على طفل لا يتعدى عمره 16 سنة. وفي الوقت الذي أحجمت فيه الإدارة الأمنية عن إعطاء معطيات حول الموضوع، قالت مصادر مقربة من الملف إن الأمر يتعلق بثلاثة أطفال كان المتهم يمارس معهم الجنس بمقابل مادي، وقد اعترف أحدهم بذلك بعد خلاف معه، فيما أشارت المصادر إلى أن مصالح الأمن ترصدت المعني بالأمر مدة طويلة بعدما لاحظت تجول مدير الشركة الأجنبي مع أحد الأطفال لمرات متكررة في الشارع العام، بدون صلة معروفة بينهما. وقد وضع المتهم بسجن بولمهارز بعد أن استكملت التحقيقات معه. وكانت أكثر من 16 أسرة تقطن بدرب الحبيب الماكني بحي رياض الزيتون القديم بالمدينة القديمة قد وقعت عريضة ضد أجنبي يشتغل مديرا لرياض بالدرب المذكور، قالوا إنه يقوم بالتغرير بأبنائهم بالأموال لممارسة الشذوذ الجنسي، موضحين في العريضة ذاتها التي أرسلوها إلى السلطات المحلية بالمدينة، والمصالح الأمنية التابعة لولاية أمن مراكش، ما وصفوه بالأضرار التي قد تلحق أطفالهم جراء تصرفات الأجنبي المذكور، وأضافت العريضة أن هذه التصرفات خلفت آثارا سلبية وسط سكان الحي المذكور، مما جعل القلق والخوف يراودهم من التفشي السريع لظاهرة استغلال الأطفال جنسيا، مخافة أن تصبح دافعا مغريا لاستقطاب السياح الشواذ جنسيا تجاه الأطفال، وما يمكن أن ينجم عن ذلك من أضرار. من جهته قال يوسف أيت رياض، المنسق المحلي للائتلاف المغربي ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال إن المدينة تعج بأجانب يستغلون الأطفال في الدعارة ويمارسون عليهم مكبوتاتهم الجنسية، وأشار إلى أن عددا من الأجانب والمقيمين أفلتوا من العقاب، معتبرا أن هذا الحادث هو بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة، وأكد أيت رياض على ضرورة استمرار المجهودات التي تبذلها المصالح الأمنية، التي من شأنها أن تثمر أكثر في تكامل مع المجهودات التي تبذلها جمعيات المجتمع المدني. وحذر المتحدث من مغبة التطبيع مع هذه الظاهرة التي تشكل خطورة على المجتمع والمستقبل، ملفتا الانتباه إلى أن هذه الحملات يمكن أن تسقط متورطين مغاربة وأجانب في الوقت نفسه. وفي حادث منفصل، اعترض شابان سبيل سائح أجنبي، بعد خروجه من مطار مراكش المنارة مؤخرا، ليسلبوه كل ممتلكاته بما فيها الملابس التي كان يرتديها، ليتوجه إلى مخفر الشرطة بمنطقة المحاميد شبه عار من أجل التبليغ عن الحادث. وتجرى حملة تمشيطية بمكان الحادث والنواحي من أجل توقيف المشتبه فيهم.