الكل يتذكر السياسي المغربي عبد العزيز المسيوي وطريقته في الكلام التي يختلط فيها الجد بالهزل والفكاهة. فبالرغم من المرض والتقدم في السن، لم يفقد هذا السياسي «السابق» تلك اللمسة التي كان يمتاز بها خلال كل مراحل حياته. عندما خطرت بذهن عبد العزيز المسيوي فكرة تشكيل حزب سياسي يجمع المتقاعدين، لم يأخذها الكل على سبيل الجد، بل اعتبروها مجرد دعابة أو مزحة من دعاباته ومزاحه. غير أن عبد العزيز المسيوي أكد في لقائه ب «المساء»، مؤخرا، أن الفكرة لم تكن ألبتة مزحة، بل كانت جدا في جد. وقال المسيوي: «فكرت في الأمر مليا وقلت في نفسي ليس هناك أي إطار سياسي يجمع المتقاعدين، وبدأت الاتصالات بالجمعيات التي لها اهتمام بشؤونهم، وأصدرت نداء ثم بعد ذلك أسست جريدة أطلقت عليها اسم «أجيال» ونشرتها في المغرب بأكمله، وقمت بحملة إعلامية. غير أن ردود الفعل كانت مختلفة، ما بين مرحب بالفكرة وما بين متهكم، واعتبر البعض أن هذا الحزب سيكون حزب «بابي ومامي» وواجهتنا مشاكل متعددة، بل إنني لم ألق التشجيع من الدولة نفسها، فقد كنت أعتبر أنها فكرة مهمة تجمع شريحة من المجتمع، لأن وضعية المتقاعد في المغرب ليست كمثيلتها في دول أخرى. بل إن متقاعدين خلقوا دولا، فإسرائيل خلقت من قبل متقاعدين كانوا يعملون في جيوش أوربا الشرقية». وتختلف وضعيات المتقاعدين حسب أجورهم، فالشخص الذي كان يشتغل في السلم11 يحصل على تقاعد أكثر من الشخص الذي كان يشتغل في السلم 10 أو السلم 1. في 2002، فشل عبد العزيز المسيوي في الفوز بمقعد بمجلس النواب. كانت تلك «نكسة» بالنسبة إليه، وبداية عملية لتقاعده السياسي «خرجت من البرلمان ولكني أحصل على معاش يقدر ب 8000 درهم. لكن في نفس السنة تم الرفع من قيمة المعاش ليصل إلى 20 ألف درهم».