تتمة الصفحة الأولى: ويحسب للحسن الثاني، حسب المسيوي، أنه تمكن من جمع المتناقضات في حكومة عبد الرحمان اليوسفي سنة 98، «ذلك أنه جمع بين الرجعيين والتقدميين ومن لا لون لهم في حكومة واحدة لتنفيذ برامجه». وأبدى المسيوي أسفه لرحيل الحسن الثاني، وقال في هذا السياق: «مؤسف أن المرض فاجأ الحسن الثاني ولم يمهله حتى يقطع معه المغرب مرحلة تأملية أخرى في مسار التنمية». ونفى المسيوي أن يكون محمد السادس قطع مع عهد والده لأنه يصعب محو تركة 38 سنة من حكم الحسن الثاني، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن كل المؤسسات التي يشتغل بها العهد الجديد كان الحسن الثاني سباقا إلى تأسيسها. والفرق الوحيد بين العهد القديم والعهد الجديد، في نظر المسيوي، هو المتعلق بأسلوب الحكم، أما ما عدا ذلك فهناك استمرارية لتركة الحسن الثاني. من جهته، قال الحبيب المالكي، في تعليقه على مرور 9 سنوات على رحيل الحسن الثاني: «من عاشر الحسن الثاني من قريب أو بعيد خلال العقد الأخير من القرن الماضي بكيفية خاصة تعلم منه الإنصات قبل اتخاذ القرار وتعلم منه النقد والنقد الذاتي من أجل الإقناع والتبصر بهدف تدبير المرحلة بأقل تكلفة»، مضيفا في تصريح ل«المساء» أن الحسن الثاني كان دائما يبحث عن توافقات ظرفية، قبل أن يؤسس لتوافق تاريخي مع الاتحاد الاشتراكي سنة 1998. وشدد المالكي على أن «واجب الذاكرة أقوى من الذكرى وهو ما يجعلنا نتجه أكثر نحو المستقبل من أجل الاستمرار في بناء المغرب كيفما كانت العقبات».