وجه المكتب المسير للوداد البيضاوي فرع كرة القدم رسالة احتجاج إلى الجامعة الملكية المغربية، في شأن ما اعتبرته إدارة النادي البيضاوي «استقطابا غير قانوني للاعبين من الفئات الصغرى للوداد صوب أكاديمية محمد السادس، دون ترخيص من الفريق الأصلي». ووجهت نسخة من الرسالة إلى مدير الأكاديمية، بغية وقف ما وصف بالنزوح الجماعي للاعبين وداديين من الفئة العمرية لأقل من 17 سنة، صوب المؤسسة التكوينية الجديدة. وجاءت الرسالة في أعقاب تنامي ظاهرة الهروب الجماعي للاعبين البيضاويين نحو الأكاديمية، وإصرار مجموعة من الآباء على ترحيل أبنائهم من الوداد إلى المدرسة الجديدة، بل إن أحد الآباء أكد لإدارة الوداد عزمه على خوض اعتصام مفتوح بمقر النادي إذا لم يرخص لابنه بالانتقال إلى الأكاديمية، ناهيك عن ملاسنات بين بعض أولياء أمور اللاعبين الذين يطالبون بالرحيل دون قيد أو شرط. وقال عضو بالمكتب المسير للوداد البيضاوي، في تصريح ل«المساء»، إن مجموعة من الآباء يرابطون أمام مركب محمد بنجلون، من أجل المطالبة بالترخيص لأبنائهم بالرحيل، علما أن الوداد كان وراء تكوين هؤلاء الناشئين، وأضاف أن أخلاقيات التعامل تفرض على مدير الأكاديمية ناصر لارغيت الاتصال بإدارة النادي لتدارس الوضع، حتى لا يتحول الأمر إلى «اختطاف لاعبين وتغيير وجهتهم». وأضاف المسؤول الودادي، أن سبعة آباء طالبوه بمنحهم ترخيصا لمغادرة الفريق، وأكد وجود سماسرة يقومون، على حد تعبيره، بالاسترزاق من وراء العملية، إذ يقفون أمام الملعب من أجل تسهيل عملية الانتقال من الوداد إلى الأكاديمية، وأبرز أن المكتب المسير للفريق قد اتخذ مجموعة من التدابير لمنع ولوج الآباء إلى الملعب لمتابعة الحصص التدريبية، ووضع السماسرة تحت المراقبة على حد قوله. وفي اتصال ل«المساء» بناصر لارغيت مدير الأكاديمية، نفى أن تكون الأكاديمية قد استقطبت لاعبين من الوداد دون اتفاق مسبق، مشيرا إلى وجود حالة واحدة للاعب وقع عليه الاختيار، لكن المدير اشترط حصوله على ترخيص من الوداد، ودعاه إلى بحث الموضوع مع مسؤولي النادي البيضاوي، «ليس من شيمنا البحث عن لاعبين يمارسون ضمن أندية أخرى، الحالة الوحيدة للاعب طالبنا منه مغادرة الأكاديمية إلى حين تسوية المشكل مع فريقه الأصلي». من جهة أخرى أوضح أحد مؤطري الأكاديمية، أن مجموعة من الأندية تعرض على المؤسسة التكوينية الجديدة ألمع نجومها، لأنها على حد تعبيره تريد أن تضمن لهم مسارا متألقا، وأعطى مثالا بلاعب المغرب التطواني السعيدي. وكان فريق الرجاء البيضاوي قد عاش نفس الوضع، حين قرر مجموعة من لاعبيه الانتقال إلى الأكاديمية، بل إن ابن لمرابطي رئيس الفريق النسوي للرجاء البيضاوي كان في مقدمة الراحلين. وكان لارغيت قد شرع منذ أن تولى المهمة في يونيو من سنة 2007 جولة في مختلف مناطق المغرب. وجاب البوادي والأحياء الشعبية بحثا عن البراعم التي تتوفر على مؤهلات لولوج الأكاديمية المعدة لاستقبال 60 متدربا. يذكر أن الأكاديمية تتكون من ثلاث مستويات. المستوى الأول يضم الأطفال في سن 13 و14 عاما، وهو مستوى تحضيري من الناحية البدنية والتربوية للأطفال، بعد النجاح في هذا المستوى ينتقل الأطفال للمستوى الثاني، ثم الثالث، قبل التخرج والاحتراف عندما يبلغون سن 18 عاما.