وضع أحمد حريزي لبنة في صرح الوداد البيضاوي، وساهم كرئيس للفريق البيضاوي في تقنين أساليب الاشتغال، لكنه وجد مقاومة شرسة من أشخاص محسوبين على الوداد يرفضون المحاسبة ويؤمنون بنظرية التطوع التي تلغي المساءلة. في حواره مع «المساء» يروي رئيس الوداد وجامعة كرة اليد واللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق، حلقات من تاريخ النادي العريق والحروب الخفية والمعلنة داخل النادي وجامعة الكرة. من ثانوية مولاي يوسف بالرباط إلى مقر اللجنة الأولمبية الدولية مسار مليء بالمواقف التي تستحق أن يتوقف عندها أهل الكرة. - ما هي حكاية مركب الوداد البيضاوي؟ < العديد من الوداديين يجهلون عن المركب الرياضي الشيء الكثير، إنني أول رئيس في تاريخ الوداد يبرم عقدا مع رئيس بلدية الدارالبيضاء سنة 1970 من أجل تفويت الملعب للوداد، ولازلت محتفظا بالعقد المبرم بيننا والذي بموجبه أصبح نادي الوداد يتوفر على مركب رياضي، كما أملك نسخة من العقد المبرم بين المهندس المعماري رشيد جندي وكتابة الدولة في الشباب والرياضة، وكان يضم ملاعب لكرة القدم ومنصة مغطاة تسع ل1000 متفرج ومستودعات للملابس وسكن للحارس وملاعب للتنس وكرة اليد ومدار للجري. وأنا أيضا من وقع على التسليم النهائي للملعب بعد انتهاء الأشغال من طرف وزارة الشباب والرياضة. - لكن لماذا تشعر بالغضب كلما أثير موضوع مركب الوداد؟ < أنا أتأسف لأن رصيد الوداد الرياضي والعقاري والمالي يدمر دون رحمة أو شفقة، فمركب محمد بنجلون شهد تدمير المنصة في عهد عبد الرزاق مكوار، لقد كان يتوفر على منصة مغطاة على غرار ملاعب المنطقة كملعب الرجاء ونجم الشباب والراسينغ البيضاوي والكوك، وكان بإمكان الجماهير متابعة المباريات الخاصة بالفئات الصغرى وتداريب الفريق الأول بشكل مريح، فجأة جاءت جرافات وهدمت المنصة دون مبرر وكأنها بنيت دون رخصة من الجهات المسؤولة. - لهذا كنت من المعارضين لإعادة هيكلة الملعب؟ < هناك مغالطات فالدولة هي التي شيدت مركب الوداد وليس مكوار الذي قال في جمع عام إنه في حاجة إلى 100 مليون سنتيم من أجل استكمال الملعب، لقد اتصلت في تلك الفترة بكاتب الدولة في الشبيبة والرياضة وأكد لي أن الدولة لم تكتف فقط بتشييد الملعب بل تكلفت بأداء مبلغ مالي هام لنقل جميع الأدوات التي شيدت بها المنصة الهائلة التي وقع هدمها. - وهل ساهم المحتضن وفا بنك في تشييد الملعب؟ < أنا أتكلم استنادا إلى وثائق ملموسة، لا أتحدث من فراغ كما يفعل البعض، حين يتعلق الأمر بحكي تاريخي، لكن التعاقد مع وفا بنك كان محاطا بكثير من السرية. - عبرت عن غضبك من خلال حوارات مع الصحافة الوطنية، لماذا لم تلجأ إلى صيغ احتجاجية أخرى؟ < كنت أعلم أن الهدم وراءه نوايا مبيتة.. - ما هي؟ < لقد وقع تفويت نادي الوداد بشارع الجيش الملكي وهدم منشآت الملعب بالوازيس، بغية إقبار تاريخ الوداد الرياضي، الذي يعد مثاليا في الرياضة وغيرها، وأصبح في حقب تاريخية معينة مجرد بقرة حلوب، والغريب أن الجمع العام الذي كشف هذه الأمور عقد في فندق شيراطون وهو المقر الرسمي للوداد قبل أن يتم تفويته في ظروف غامضة. - كيف؟ < لقد حاول أحد المسؤولين أن يقنع الوداديين في جمع عام، بأن النادي الذي تم تفويته عوض بمقر نوتلوس، لكنه لم يفلح، حيث ثبت أن النادي فوت سنة 1972 بثمانية ملايين سنتيم، وأن نوتلوس أصبح وكرا مشهورا يمارس فيه كل ما يمس بالفضيلة. - هل كان تصويت اللاعبين على الرئيس هو أصل المشكلة؟ < إن قانون التربية البدنية يعتبر في نظري ثورة حقيقية على الفساد، رغم بعض الاختلالات التي تميزه، لقد أصبح المنخرط وحده هو من يملك حق التصويت والترشيح، وبذلك تم إبعاد اللاعب الذي كان يقف ليعلن باسم اللاعبين تعيين الرئيس، كما حصل مرارا مع اللاعب سعد في كثير من جموع الوداد. - أين هي كؤوس الوداد؟ < ألم أقل لك في بداية الأمر إن مؤامرة كانت تستهدف تاريخ الوداد، سواء على مستوى المنشآت الرياضية أو الألقاب، أغلب الكؤوس المحصل عليها إن لم أقل كلها، توجد في صالونات المسيرين القدامى، وكنت دائما من مؤيدي فكرة رئيس المكتب المديري الحالي الطيب الفشتالي الذي دعا إلى جمع كل الكؤوس التي حصل عليها الوداد، بل جميع الوثائق لأن الوداد يستحق متحفا كبيرا يؤمه الوداديون للتعرف على تاريخ فريقهم.