وضع أحمد حريزي لبنة في صرح الوداد البيضاوي، وساهم كرئيس للفريق البيضاوي في تقنين أساليب الاشتغال، لكنه وجد مقاومة شرسة من أشخاص محسوبين على الوداد يرفضون المحاسبة ويؤمنون بنظرية التطوع التي تلغي المساءلة. في حواره مع «المساء» يروي رئيس الوداد وجامعة كرة اليد واللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق، حلقات من تاريخ النادي العريق والحروب الخفية والمعلنة داخل النادي وجامعة الكرة. من ثانوية مولاي يوسف بالرباط إلى مقر اللجنة الأولمبية الدولية مسار مليء بالمواقف التي تستحق أن يتوقف عندها أهل الكرة. - كيف بدأت علاقتك بالكرة وبالوداد على الخصوص؟ < بدأت في سنة 1945 حين كنت طالبا بثانوية مولاي يوسف بالرباط، وكنت إلى جانب إخوان آخرين نتابع مباريات الكرة التي تجرى في نهاية كل أسبوع، خاصة مباريات سطاد المغربي ونجمه الكبير أحمد شهود الذي يعتبر من خيرة لاعبي الكرة على مر الأجيال، وغالبا ما نجد متعة في متابعة ديربيات بين سطاد والأولمبيك المغربي، ومن الصدف أن يتواجد أحمد شهود في نفس الثانوية التي ندرس بها، قبل أن يأتي الحاج محمد بنجلون ويأخذه إلى الدارالبيضاء من أجل الانضمام إلى الوداد. - هل لعبت في صفوف الوداد؟ < لم ألعب ضمن الفريق الأول، لكنني تدرجت عبر فئاته، ولعبت بفريق في الدرجة الثالثة باسم الوداد وآخر بالدرجة الثانية، لأن الوداد في تلك الفترة كان يمارس على أكثر من واجهة. - هل كنت رئيسا للوداد البيضاوي لكرة اليد؟ < لا أبدا. لقد قدموني في حفل تكريم نظمه المكتب المديري للوداد، بكوني رئيسا لفرع كرة القدم واليد، والصحيح أنني كنت رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد، دون أن أكون رئيس فرع داخل الوداد البيضاوي. - وما هي علاقتك باللجنة الأولمبية الوطنية؟ < الكثير من الكتابات تتجاوز هذه المحطة الهامة من تاريخ الرياضة المغربية، لقد تم اختياري رئيسا للجنة خلفا لحسن الصفريوي الذي كان ينتمي لسلك الأمن، واشتغلت إلى جانب العديد من الأسماء كالكولونيل زكري وفضول بنزروال، كما كتب لي أن أعمل إلى جانب الرمز الودادي الكبير الحاج محمد بنجلون الذي كان عنصرا أساسيا في اللجنة الأولمبية الدولية، ومعه كنت أشعر بالانسجام في المواقف، لأن ما يجمعنا فضلا عن المسؤوليات في المنتظم الأولمبي هو حب الوداد. - ما هي المواقف التي لازالت حاضرة في ذهنك، خلال عملك كفاعل أولمبي؟ < القليل يدرك أن بناء مركب الأمير مولاي عبد الله جاء تبعا لموقفنا داخل اجتماع للجنة الأولمبية الدولية، نظم في إيطاليا. - كيف؟ < كنت أمثل المغرب في الاجتماع المذكور، وكان المرحوم محمد بن جلون يمثل اللجنة الأولمبية الدولية، وكان الموضوع الذي طرح للنقاش يتعلق بالتشطيب على الصين من المنظومة الأولمبية، واقتراح تعويضها بالتايوان، وخلال تدارس الموضوع طلب من المغرب الإدلاء بموقفه بشكل علني، فأخذت الكلمة وقلت بصوت مرتفع إن المغرب يؤيد بقاء الصين كأكبر قوة بشرية، ونددت بمحاولة الطرد التي كانت تطبخ في الكواليس، وحين عدنا إلى المغرب تلقينا أنا وبن جلون دعوة لحضور حفل في مقر السفارة الصينية في الرباط، حيث شكرنا السفير على موقفنا باسم الحكومة الصينية، وتعهد أمامنا بمساهمة من الصين في دعم الرياضة من خلال إنشاء مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط. - نعود إلى الوداد، كيف التحقت برئاسة الفريق؟ < الحكاية تعود إلى سنة 1963، حيث قدمت استقالتي من وظيفتي بوزارة الداخلية، لأنني لم أتحمل التحول إلى أجير ينتظر راتبا بسيطا في نهاية الشهر، في هذه الفترة كان فريق الوداد يعيش أوضاعا صعبة وكان مهددا بالنزول إلى القسم الثاني. جاءني شخص من أشد المحبين والعاطفين على الوداد ويدعى جلال بلخير، وهذا الاسم يستحق في نظري أن يطلق على ملعب الوداد لأنه ظل طيلة حياته يشتغل لصالح الوداد دون منفعة خاصة. اقترح علي بلخير رئاسة الوداد، رفضت في بادئ الأمر المقترح لجسامة المسؤولية، ولرغبتي في الابتعاد عن كل المشاكل المحتملة، قبل أن أضع شروطي. - ما هي شروطك؟ < الشرط الأول هو أن تمنح فرصة اللعب في الوداد لمن يستحق حمل القميص الأحمر، والشرط الثاني هو ترشيد النفقات وقبول مبدأ إنهاء التسيب على المستوى المالي، والثالث هو أن يوافق اللاعبون في جمع عام مسؤول على انتخابي رئيسا للنادي.