وضع أحمد حريزي لبنة في صرح الوداد البيضاوي، وساهم كرئيس للفريق البيضاوي في تقنين أساليب الاشتغال، لكنه وجد مقاومة شرسة من أشخاص محسوبين على الوداد يرفضون المحاسبة ويؤمنون بنظرية التطوع التي تلغي المساءلة. في حواره مع «المساء» يروي رئيس الوداد وجامعة كرة اليد واللجنة الأولمبية الوطنية الأسبق، حلقات من تاريخ النادي العريق والحروب الخفية والمعلنة داخل النادي وجامعة الكرة. من ثانوية مولاي يوسف بالرباط إلى مقر اللجنة الأولمبية الدولية مسار مليء بالمواقف التي تستحق أن يتوقف عندها أهل الكرة. - أصبحت رئيسا للوداد خلفا لحسن الجندي، ما هو موقفه من التغيير؟ < حسن الجندي من عائلة عريقة وكان قبل أن يموت رحمه الله بسكتة قلبية من أشد الغيورين على الوداد، وحين صوت علي الجمع العام بالإجماع وانتخبت رئيسا خلفا له، قلت له بالحرف: أنا وأنت رئيسان لفريق واحد، واتفقنا على العمل سويا من أجل مصلحة الفريق، حيث لا أقدم على أي خطوة إلا بعد الاستشارة، وبهذا الأسلوب حافظت للجندي على مكانته وقيمته، لكن رغم ذلك فالبداية عرفت مجموعة من العراقيل؟ - ما هي هذه العراقيل؟ < كما قلت لك في السابق فقد جئت للوداد وكان يعيش أزمة نتائج وأزمة تدبير أيضا، لأن بعض المسيرين الذين لن أذكر أسماءهم حفاظا على مكانتهم داخل المجتمع، كانوا يريدون أن يظل التسيب هو السائد، تصور أنه بعد تسلمي للرئاسة وتفحص مالية الفريق قيل لي إن بعض الدائنين يطالبون بمستحقاتهم التي على ذمة الوداد، بل وطلبوا مني تسديد فاتورة مليون ونصف من السنتيمات لأحد مسيري الوداد، لكنني قلت لهم لن أسدد أي سنتيم غيابيا وعلى الدائن أن يأتي إلى النادي ويطالبنا مباشرة بالمبلغ، منذ ذلك الحين لم يظهر أثر للدائن رغم أنه عضو ضمن المكتب المسير، وتبين في ما بعد أن العديد من النفقات كانت وهمية. - هل كنتم تجتمعون بانتظام؟ < بالطبع كنا نجتمع كل أربعاء، بل وفي سابقة هي الأولى من نوعها عينت لاعبا يدعى مولاي ادريس الودغيري، وهو جناح أيسر وله إلمام بالمحاسبة، كمحاسب له دفتر يسجل فيه العمليات الحسابية من مصاريف ومداخيل، وبعد ثلاثة أشهر حصرنا الحساب لنعرضه على بقية الأعضاء وتبين أن الفريق يعيش عجزا ماليا قدره 10 دراهم، قلت للمحاسب علينا أن نقتسم المبلغ خمسة دراهم لكل منا كي نقدم التقرير المالي دون عجز، وهذا ما حصل. - هل كان الوضع المالي للفريق بكل هذا الخصاص، رغم توفر الوداد على ناد كبير يدر مبالغ مالية قارة؟ < كان الوداد يملك ناديا من الطراز الرفيع في المكان الذي بني فيه فندق شيراطون الآن، وكان يوجد فيه مطعم أوربي دون أن يتوصل الفريق ولو بدرهم واحد، لقد تم في فترات سابقة كراء النادي لأحد الأشخاص دون أن يتوصل الفريق بعائدات مالية، ثم إن الأخطر في الموضوع هو كيف يفقد فريق كبير من حجم الوداد ناديه ويبنى في مكانه فندق ضخم دون أن ينال أي تعويض، نفس الغموض ظل يلف ناديا آخر في كورنيش عين الذئاب. - هل تم تفويت النادي؟ < هذا سؤال يجب أن يوجه للرئيس الذي عايش تلك المرحلة، أي مرحلة تفويت نادي الوداد الذي حل محله فندق شيراطون، بشارع الجيش الملكي بالدار البيضاء. - تقصد عبد الرزاق مكوار؟ < نعم - طيب لماذا لم تصافحه في اللقاء الذي تم بينكما في فندق السويس حين كرمكما المكتب المديري للوداد إلى جانب أسماء ودادية أخرى؟ < لأن خلافنا له امتدادات، بل إنني وجهت رسالة إلى الديوان الملكي تضمنت تنبيها لوجود اختلالات في تسيير الوداد في الفترة التي كان فيها مكوار يرأس الفريق، بل إنني طالبت بمراقبة حسابات الوداد التي لم تقدم للوداديين من سنة 1973 إلى 1986، إضافة إلى المشاكل والغموض الذي لف قضية احتضان النادي من طرف بنك الوفاء، لكنني أتمنى له الشفاء العاجل. - هل سبق أن قابلت الملك الراحل الحسن الثاني؟ < نعم التقيت به وأنا رئيس للوداد في المباراة النهائية لكأس العرش سنة 1970، والتي جمعتنا بالنهضة السطاتية في الملعب الشرفي، قبيل المباراة أهديت الحسن الثاني إوزة من ذهب، كان أحد محبي الوداد قد قدمها لي وارتأيت أن تكون هدية للسلطان الذي أعجب بها بعد أن أخبرته بأنها ترمز إلى تميمة الوداد. - وجهت ملتمسا للملك الراحل حول إسناد الرئاسة لولي العهد؟ < لقد وجهت رسالة إلى مدير الديوان الملكي، تتضمن ملتمسا بإسناد الرئاسة الشرفية إلى ولي العهد آنذاك الأمير سيدي محمد، بغية ربط ماضي الوداد بحاضره، بعد أن شرف الحسن الثاني رحمه الله النادي بقبول رئاسته الشرفية، حين كان وليا للعهد. - هل قبل الملتمس؟ < توصلت برسالة من الديوان الملكي تحمل توقيع محمد عواد، تؤكد قبول المقترح من ملك البلاد الحسن الثاني، وأصبح ولي العهد رئيسا شرفيا للوداد، وتترسخ سنة الرئاسة الفخرية للوداد من أب لإبن.