سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهمة: أنا اليوم أقوى مما كنت عليه في الداخلية وقضية الصحراء لا ينبغي أن تبقى بيد الأجهزة الأمنية قال إن هناك جهات تستغل مناخ الحرية في المغرب لخدمة أجندة غير وطنية
أعرب فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة والوزير السابق في وزارة الداخلية، عن أمله في تغيير قواعد العمل السياسي داخل مجلس النواب والمستشارين، مؤكدا على ضرورة قطع الطريق أمام من أسماهم ب«أصحاب المصالح»، الذين قال عنهم «إما أن يأكلونا أو نأكلهم». وجاءت هذه التصريحات للهمة، خلال لقاء احتضنه بيت الأمين العام للحزب محمد الشيخ بيد الله بالرباط، الخميس الماضي، مع البرلمانيين المستشارين في المناطق الصحراوية، لدراسة طريقة تدبير الحزب للدخول البرلماني الجديد، بعدما حقق تقدما كبيرا في انتخابات ثلث مجلس المستشارين. وأوضح الهمة، لدى حديثه عن تطلعات حزبه واستعداده لإحداث تغيير في «العمل السياسي»، أنه بات يشعر بنفسه «أكثر قوة» مما كان عليه خلال المرحلة التي كان فيها وزيرا منتدبا في وزارة الداخلية، دون إعطاء مزيد من التوضيحات، فيما قال البعض إن الهمة يلمح بذلك إلى مراكمته لخبرة سياسية تمكنه من تدبير العمل الحزبي في اتجاه دعم مشروع الملك محمد السادس الرامي إلى تخليق الحياة السياسية في المغرب والدفع نحو إنشاء قطبية حزبية تنهي حالة التشتت التي يشهدها الوضع السياسي. وكشف الوزير المنتدب السابق في الوزارة الداخلية، خلال هذا اللقاء، أنه عايش الإعداد لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء عن كثب، حينما كان بالوزارة، وأنه لاحظ أن هذه الأخيرة كانت عاجزة عن خلق نقاش حقيقي ومثمر حول المبادرة الجريئة التي تقدم بها المغرب، واصفا النقاش الذي أثير حولها في تلك المرحلة ب«النقاش الفولكلوري». وقال الهمة، الذي التحق باللقاء في وقت متأخر، في كلمة له، إن الأحداث التي عرفتها بعض المناطق الصحراوية في الأشهر الماضية سيأتي الوقت لكي يطلع عليها الجميع، وانتقد زيارة سبعة أشخاص محسوبين على «انفصاليي الداخل لمخيمات تيندوف في الأسبوع الماضي، واصفا إياها بغير المعقولة. وقال إن قضية الصحراء لا ينبغي أن تبقى فقط بيد الأجهزة الأمنية والقضائية فقط، وإنما ينبغي أن تكون أيضا بيد الصحراويين أنفسهم، مشيرا إلى أن المغرب عرف انفتاحا كبيرا في الحريات خلال العشر سنوات الأخيرة، لكنه أضاف أن مناخ الحرية بدأ يستغل من قبل بعض الجهات لخدمة أجندات غير وطنية، مضيفا بأن ذلك لم يعد مقبولا. وفيما يظهر أنه تزكية لمحمد الشيخ بيد الله، أمين عام الحزب، للوصول إلى رئاسة مجلس المستشارين، شبه الهمة بيد الله بالداي ولد سيدي بابا، الذي انتخب عام 1977 عن التجمع الوطني للأحرار كأول رئيس صحراوي للبرلمان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، في مبادرة للدلالة على إشراك المغاربة المتحدرين من أصول صحراوية في تدبير الشأن السياسي بالبلاد، مشيرا إلى أن رئاسة غرفتي البرلمان ينبغي أن تكون مفتوحة في وجه الجميع وليست حكرا على نخبة معينة. وقال الهمة إن اختيار بيد الله أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة لم يكن بسبب انتمائه الصحراوي، بل لكفاءته وخبرته السياسية، منوها بخصاله الشخصية والتنظيمية. وتوجه الهمة إلى المستشارين الذين حضروا اللقاء، الذي شهد تغيب كل من حمدي ولد الرشيد ومحمد الدرهم، الذي لم يحضر لأسباب عائلية، وكذا خطري ولد سعيد الجماني، وقال إن مصير الجهة والقضية الوطنية الأولى «أصبح بأيديكم»، مضيفا بأن بداية العشرية الثانية من حكم الملك محمد السادس تستحق بذل جهود جبارة.