سمى الدكتور محسن بن يشّو الاختصاصي في الأمراض النفسية والعقلية وفي «الأعطاب الجنسية»، ضيف برنامج «أشنو رأيك» على أثير «شذى إف إم» الأشياء بأسمائها الحقيقية وبأوصاف مباشرة، ليلةَ الخميس- الجمعة، ثاني وثالث أيام أكتوبر الجاري.. وكان الدكتور يقارب ومقدّمةَ البرنامج ظاهرة «الاغتصاب» ومخلَّفاتِه النفسيةَ، على الخصوص، في الشخص (الطفل عموماً) الذي يتعرض للاغتصاب. وبغضّ النظر عن القيمة العامة للبرنامج والجديد الذي جاء به بخصوص «مناقشة» حالات من هذا «الطابو»، سُجّل على الدكتور بن يشّو لجوؤه إلى تسمية الأشياء بأسمائها «الصادمة» أحياناً، حيث «شنّف» الدكتور النفساني أسماعَ متابعي حلقة البرنامج بكلمات وتعابيرَ من العيار «العاري»، كي لا نقول «الثقيل» (على الأسماع طبعا).. هكذا سمعنا من فم الدكتور عن «الإيلاج» و«إعطاء الذكر» و«المصّ...» والاغتصاب من «الدُّبر» و«تازل..» وهلمّ عراءً.. ولعل من حقنا -كصنف من المستمعين للإذاعات الوطنية- أن نطرح السؤال حول دوافع وحيثيات و«نوعيات» البرامج والفقرات التي تقدمها هذه الأمواج الأثيرية؟ وعن الضوابط المهنية والأخلاقية التي تراعى خلال إعداد وتقديم بعض هذه الفقرات الأثيرية؟ وارتباطاً ب«تيمة» الاغتصاب» التي ناقشها البرنامجُ المذكور، يمكن التساؤل عن المغزى من «تعرية» الظاهرة التي طُرحت للنقاش، من خلال إيراد التسميات والأوصاف أعلاه؟ ألم يكن باستطاعة ضيف البرنامج، مثلا، أن يستعمل كلمات أخرى «مخفَّفةً» وهو «يدلي بدلوه» في «الظاهرة» موضوعِ البرنامج؟.. وإذا كان الدكتور، ضيفُ البرنامج، قد «أجاد» في ربط كل المقارنات لبعض الحالات التي عُرضتْ على امتداد حيّزِ «الحلقة» الزماني، بما يجري في «الغرب» ولم يتوانَ في التأكيد على أن العقوبة في العديد من حالات الاغتصاب يتعرض مقترفوها لأشدِّ العقوبات (في الغرب دائماً)، فإنه عندما أراد الحديث عن السمنة أورد كلمة «السَّمانة»... دون أن يستدرك ليصحح الكلمة لا هو ولا مضيفتُه مقدّمة البرنامج.. «زلّةُ لسان» -ولا شكّ- لكنها كانت عنوانا ل«مداخَلات» و«مخارَجات» سعادة الدكتور (في الهْضرة) طيلة البرنامج، مع أنه كان بإمكانه طبعاً أن «يبسّط» أوصافَه وتعابيرَه أكثر، بشكل يسمح لعموم المغاربة بأن يستمعوا إلى برنامج إذاعي، دون أن «تهجم» على آذانهم. وليسمحْ لنا حضرةُ الدكتور بأن «نهمسَ» في أذنيه، من جهتنا نحن المستمعين، أننا كنا، كمغاربة، سنذوب في أمكنتنا حتماً -وألفَ مَرّة ومرّة- لو أن ظروفاً -لا قدّر الله- اضطرّتْنا إلى الاستماع إلى «كلام» الطبيب النفساني في جلسة عائلية.. آه، نسيتُ، كنت أقصد جلسة عائلية «مغربية» وليس «غربية»، فربما تخيل الدكتور النفساني أن البرنامج يتوجّه إلى جمهور من المستمِعين الغربيين، وهو «يُتْحفنا» بكلامه عن «تازل...» و«المصّ...»..