خلص الاجتماع العادي الذي عقده المكتب الجامعي، أول أمس، بمقر الجامعة إلى تبني استراتيجية جديدة للإدارة التقنية، تقوم على مبدأ توثيق الارتباط العضوي بالقارة الإفريقية كأساس لكل رؤية مستقبلية، على اعتبار أن الوصول إلى العالمية يمر عبر إثبات الذات على المستوى القاري. ولذلك فقد حملت الإستراتيجية عنوانا بارزا هو «تحقيق العالمية يمر حتما عبر المنعرج الإفريقي»، وترتكز هذه الخطة على ضرورة خوض أكبر عدد من المباريات الودية مع المنتخبات الإفريقية، حتى يتسنى للمنتخبات الوطنية كسب المناعة الكافية، ومن ثمة تفادي المشاكل التي تعاني منها كلما همت بالتوجه إلى بلد إفريقي سواء قصد التأهل إلى بطولة العالم أو أمم إفريقيا. وقد اعتمد في إعداد هذا التصور على النتائج التي حققتها المنتخبات الوطنية عبر تاريخها، إن على مستوى الفتيان أو الشبان أو المنتخبات الأولمبية أو الكبيرة. وانطلاقا من هذا التشخيص فقد خلص الأعضاء الجامعيون إلى ضرورة هيكلة المناهج المعتمدة في تكوين المنتخبات الوطنية، مع إعادة النظر كذلك في الطرق المتبعة في تنظيم البطولات المختلفة، وعلى الخصوص بطولتي الشباب والفتيان، فضلا عن ضرورة التسريع بانطلاق مراكز التكوين الجهوي، حيث ستكون البداية بالمراكز المتواجدة في طنجة وفاس والجديدة وأكادير أما المحور الرابع فيخص إعادة تأطير المكونين، وذلك بعد أن اقتنع الجميع بأن العنصر البشري هو المقوم الذي لا غنى عنه في كل نهضة رياضية، ومن ثمة فإن إنشاء وتشييد مراكز كبيرة ومتطورة لن يفضي إلى أية نتائج ما لم يتم تأطير المكونين على أسس متينة ووفق المرجعية الكروية التي تنوي الجامعة إتباعها كنهج مستقبلي. بعد ذلك تطرق المجتمعون إلى موضوع رفع الإشكال الحاصل بين الجامعة الملكية المغربية والاتحاد الدولي بخصوص قضية ما أصبح يعرف بقضية مباراة الطوغو إلى المحكمة الدولية، حيث تطرق الجميع إلى أن الجامعة المغربية تمارس الحق الذي يكفله لها القانون، ولا تهدف من وراء ذلك إلى لي أيدي أي طرف من الأطراف، بدليل أنها ستتعاطى مع أي قرار للمحكمة بروح رياضية. وختم المكتب الجامعي اجتماعه بالتطرق إلى موضوع أشغال اللجن المختلفة المنبثقة عن المكتب الجامعي، حيث استمع المجتمعون إلى عروض مفصلة للجنة الشباب والتكوين ولجنة الماركتينغ ولجنة تحديث القوانين. لم يخرج الاجتماع الذي عقده المكتب المسير للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم برئاسة علي الفاسي الفهري عن المألوف، خصوصا فيما يتعلق برجال الإعلام، الذين رابطوا لأكثر من أربع ساعات خارج مقر الجامعة، بعد تلقي رجال الأمن الخاص الذين تمت الاستعانة بهم إلى تعليمات صارمة حول ضرورة منع الصحفيين من استعمال حتى بهو الجامعة للهروب من لهيب أشعة الشمس الحارقة، علما أن البناية التي تضم مقر الأخيرة توجد في ملكية وزارة الشبيبة والرياضة. وذلك في غياب كلي لأي مسؤول إعلامي قادر على توفير أبسط شروط العمل الصحفي. وكان الاجتماع، الذي انطلق في حدود العاشرة صباحا غاب عنه كل من باهي فراجي ونور الدين النيبت، إضافة إلى رمسيس عروب وعبد الله غلام. الذي خلفه في مهمة الناطق باسم الجامعة رشيد والي العلمي الذي أجاب وعن غير عادة غلام برحابة صدر على جميع الأسئلة. وفي هذا الصدد فقد أكد العلمي أن الاجتماع تطرق إلى ثلاثة محاور هي الاستراتيجية الجديدة للإدارة التقنية الوطنية، إضافة إلى تداعيات رفع ملف مباراة الطوغو إلى الجامعة الدولية، فضلا عن تتبع سير أشغال اللجن المنبثقة عن المكتب الجامعي.