يوجد على مكتب علي الفهري، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مشروع استراتيجية إصلاح المنظومة الكروية على مستوى المنتخبات الوطنية وتكوين الأطر واللاعبين، وهو المشروع الذي أعدته لجنة الشبان والتكوين، التي يرأسها حكيم دومو، بتعاون مع مختلف اللجان ذات الارتباط بالموضوع. وتتضمن الرؤية تشخيصا أوليا لواقع كرة القدم الوطنية، وعرضا لما أسماه التقرير بالرافعات الأربع للإستراتيجية الإصلاحية، ثم الإدارة التقنية الوطنية والمخصصات المالية للرؤية المستقبلية، ثم برنامج العمل القصير المدى. واستلهم المشروع سنده من دراسة مقارنة مع ثماني دول إفريقية خلال السنوات التسع الماضية، على مستوى حضور الكرة المغربية في المحافل العالمية والقارية على صعيد المنتخبات والأندية، مما يكشف التراجع المهول لكرة القدم كما وكيفا، لاسيما وأن المقارنة وضعت المغرب في ذيل التصنيف. وأكدت التراجع المهول على المستوى التنافسي والنتائج الهزيلة للمنتخبات، وبالتالي ابتعاد المغرب عن دائرة القوى الكروية على مستوى القارة الإفريقية. وحددت الإستراتيجية ثلاثة مسببات رئيسية لهذا التراجع، أولها سوء تدبير شأن المنتخبات الوطنية التي ظلت تعتمد على «تدبير اليومي»، عدم القدرة على الاندماج داخل المشهد الكروي القاري، والفقر الملحوظ على مستوى تكوين الخلف، لغياب سياسة تقنية وطنية معتمدة من الجامعة، وعدم رغبة وقدرة الأندية على الاستثمار في مجال تكوين النشء، وعجز العصب عن القيام بدورها في مجال العمل القاعدي. وخلص التشخيص إلى ضرورة تقوية التناسق بين المنتخبات الوطنية، وتكوين نخبة من اللاعبين المحليين للمنافسات الدولية، وبناء الهوية الكروية انطلاقا من تعزيز الحضور على المستوى الإفريقي أولا، وتوفير الموارد البشرية كما وكيفا لترجمة هذا المطمح إلى فعل ملموس. ولتحقيق هذا المطلب، حددت اللجنة أربع رافعات أساسية، مطابقة لرؤية الوزارة في هذا المجال، وهي: إعادة نمط تدبير المنتخبات الوطنية، وإعادة هيكلة منافسات بطولات الفئات الصغرى، وانطلاق العمل بالمراكز الوطنية الجامعية لتكوين اللاعبين، وتكوين المؤطرين. وينطلق مشروع تقوية الحضور المغربي في القارة السمراء، بإعادة تشكيل نمط المنتخبات وتحسين وضعية اللاعبين الدوليين والانفتاح على المشهد الكروي الإفريقي، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الأول والمنتخب المحلي، التابعين للناخب الوطني، أو المنتخب الأولمبي ومنتخب أقل من 17 و19 سنة التابعين للإدارة التقنية الوطنية، أو بالشق المتعلق ببقية المنتخبات التابعة للجان الفيدرالية، كالفريق النسوي ومنتخب كرة القدم المصغرة ومنتخب كرة القدم الشاطئية. ويرمي المشروع إلى إعادة النظر في منافسات الشبان، وتطابقها مع الضوابط القانونية المتعارف عليها عالميا، وتحديد اختصاصات جميع المتدخلين تحت إشراف الجامعة، وتأمين حد أدنى من المباريات في الموسم الرياضي للفئات الصغرى، بتنظيم بطولة وطنية للشبان خلال الموسم الرياضي الحالي، تتكون من شطر واحد بمشاركة جميع فرق القسم الأول للصفوة، وبطولة للعصب لأقل من 15 و17 و19 سنة بمشاركة فرق الصفوة للقسمين الأول والثاني وأندية الهواة وفرق الأقسام الشرفية. وخلال الموسم الرياضي القادم، ستقام إلى جانب البطولة الوطنية للشبان، المخصصة لفرق القسم الأول، بطولات وطنية أخرى، كبطولة الصفوة لأقل من 20 سنة في أربعة أشطر، بمشاركة 16 فريقا من القسم الأول(شبان حرف باء)، و19 فريقا لأقل من 21 سنة بدوري الدرجة الثانية للنخبة، (شبان حرف ألف)، على أن تقام بطولة وطنية لفئة أقل من 17 سنة بنفس مقاييس البطولة السابقة مع اختلاف في السن طبعا، ثم بطولة على مستوى العصب للفئات المذكورة تتوج بكأس منتخبات العصب. وفي الموسم الرياضي 2010/2011 ستتحول البطولة الوطنية للشبان إلى بطولة وطنية للأمل، خاصة بأقل من 21 سنة وتخصص لفرق القسم الأول، بينما تقلص بطولة أقل من 19 و 17 سنة إلى شطرين، فيما تظل بطولة العصب على نفس النمط.