أجرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لطيفة أخرباش، يوم الأربعاء المنصرم بالرباط، مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للأندلس خوصي أنطونيو غرينيان الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب، هي الأولى من نوعها التي يقوم بها إلى الخارج بصفته رئيس الجهاز التنفيذي لجهة الأندلس. وفي ختام هذه المباحثات، أعربت أخرباش، في تصريح للصحافة، عن استعداد المغرب ليس فقط لدعم وتعزيز مشاريع التعاون القائمة في عدة مجالات (الطاقات المتجددة والصحة والتهيئة الترابية وحماية البيئة... إلخ)، ولكن أيضا توسيع مجال هذا التعاون ليمتد إلى قطاعات واعدة أخرى تحظى بالأولوية، كالماء والفلاحة، وإلى جهات أخرى من المملكة. ومن جهة أخرى، أكدت أخرباش ضرورة تعزيز وتكثيف الحوار السياسي بين الجانبين، سواء على مستوى السلطات التنفيذية أو المؤسسات المنتخبة، حول القضايا المشتركة، خاصة الهجرة والجهوية ومكافحة الإرهاب والحوار الثقافي. وعلاوة على الشراكات بين الفاعلين في المجتمع المدني في الأندلس ومختلف جهات المملكة، أكدت أخرباش أن المغرب يولي أهمية خاصة لتعزيز التعاون اللامتمركز مع الجهة المستقلة للأندلس، خاصة وأن المملكة انخرطت، بقيادة الملك محمد السادس، في ورش كبير للجهوية المتقدمة الهادفة إلى تعزيز الحكامة المحلية والتنمية الاجتماعية الجماعية. وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، أشادت أخرباش بموقف الحكومة المستقلة للأندلس من المبادرة المغربية الخاصة بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية. وبخصوص الإرث الثقافي والحضاري المشترك بين المغرب والأندلس، جددت أخرباش التأكيد على تشبث المملكة بتنمية البعد الثقافي في علاقاتها الثنائية مع الجهة المستقلة للأندلس، داعية في هذا الصدد إلى مضاعفة المبادرات المشتركة الحثيثة التي تشرك مختلف الفاعلين، والهادفة إلى تكريس وإدامة قيم الحوار والتعايش والتسامح، على غرار إقامة مؤسسة الثقافات الثلاث لحوض المتوسط عام 1999 بإشبيلية.