سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصدر نقابي يطالب الإدارة بتنظيم انتخاب لجنة المقاولة وينتقد واقع الإذاعة تعطيل الحوار وتهميش مندوبي المأجورين وموظفون أشباح على رأس مشاكل تواجه العرايشي وعياد
بعد تعيين محمد عياد مديرا عاما للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وتخصيص مبلغ ناهز 70 ألف درهم كأجرة شهرية له تنضاف إليه تعويضات المهمات، علق العديد من العاملين في الشركة آمالا كبيرة على إدارته للسهر على التدبير والتسيير المناسبين. آمال، يقول مصدر نقابي، ذهبت أدراج الرياح، إذ لم يستبعد المصدر أن يدخل العاملون في اعتصام مفتوح لإحقاق حقوقهم، قائلا: «للأسف أن المدير العام الذي لم يكلف نفسه، إلى حد الآن، كمدير عام للشركة عناء الإعلان عن امتحانات الكفاءة المهنية برسم السنة المالية 2008 و2009، وكذلك منح العاملين تعويضات الساعات الإضافية التي يتم الإجهاز عليها وعدم وضع آليات لتدقيقها، رغم مرور ثلاث سنوات على الانتقال»، يقول المصدر. وانتقد المصدر ذاته عدم تطبيق التزامات المدير العام بترقية أصحاب الشواهد رغم أنه التزم بذلك في أكثر من لقاء مع الشركاء الاجتماعيين.»ومما يجعل الحصيلة ضعيفة على مستوى التدبير والتسيير ما يثار ويروج من نهج بعض المسؤولين للزبونية والمحسوبية، القائمة على القرابة والعلاقات المهنية السابقة في وزارة الاتصال ووزارة التعليم»، يضيف المصدر. في هذا السياق، تحدث المصدر عن تعيين متقاعد كان يشغل منصب معلم حيث تم تكليفه بمهمة مراقبة الجودة و«نعلم أن هذه المهمة تعتبر من أهم المهام التي يرتكز عليها استمرار المؤسسة داخل وسط تنافسي حاد، وهو الذي يحدد مدى مردودية المؤسسة وقدرتها الإنتاجية، من خلال قياس مدى التزامها بالتدبير الجيد على المستوى المالي والإداري والبشري، إذن فالمهمة أكبر من رجل تعليم متقاعد. أليست لدينا كفاءات داخل هذا المجتمع مكونة خصيصا لهذه المهمة لننهض بمؤسساتنا الإعلامية أم يجب أن نخلص للقرابة والعلاقات المهنية السابقة»؟ يتساءل المصدر. وواصل المصدر لغته الانتقادية قائلا: «أما حصيلة السيد المدير العام على مستوى تدبيره للإذاعة فيكفي أن نقول إن الشخص الذي عينته لم يطور الإذاعة بل ساهم في تأخرها. الإذاعة التي تعج بكفاءاتها العالية التي لديها اقتراحات تدفع ببرمجتها إلى الأمام ينقصها فقط اللوجيستيك ومسيرون في المستوى، فإذا كان هذا «الاسم» يسير ويبرمج ويعقد الاجتماعات مع المسؤولين فما دور جلال عواطف الذي كلما سعينا إليه لحل بعض المشاكل المتراكمة في الإذاعة وجدناه في اجتماع خارج أو داخل الإذاعة». مشاكل في الإذاعة يقول عنها المصدر: «من الأقسام التي تعرف مشاكل داخل الإذاعة قسم الإنتاج الذي يعتبر العمود الفقري للإنتاجات الإذاعية، فهو للأسف لا يتوفر على حواسيب كاملة للمونتاج فحتى «الفأرة» (لاسوري) مفتقدة. وعندما تزور أي مسؤول في مكتبه تجد أحدث «اللوجستيك» للاشتغال كأن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة هي مؤسسة إدارية وليست إعلامية». «أما في ما يخص حصيلة السيد المدير العام على مستوى علاقته بالموارد البشرية وتأهيلها فيكفي أن نقول إن هناك توقيفا ممنهجا للحوار مع النقابات الممثلة في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وتعطيلا للجنة الشراكة والمصالحة الاجتماعية وتهميشا لمندوبي الأجراء وعدم استكمال مختلف الهياكل التمثيلية مثل انتخاب لجنة المقاولة التي تنص عليها المادة 465 من مدونة الشغل والتي تحدد مهامها المادة 466 من نفس المدونة». ويواصل المصدر لغته المنتقدة بالقول: «تشهد الشركة الوطنية الإذاعة والتلفزة بمختلف مكوناتها استراتيجية ممنهجة لخلق الصراعات الهامشية التي هدفها الإيقاع بمسؤولين والوصول إلى مناصب أعلى بعقد تحالفات، من خلال الدفاع على مسؤولين لم يعودوا يزاولون المهام التي ألحقوا بالمؤسسة من أجلها كالمسؤول عن الموارد البشرية السابق الذي مازال يتقاضى نفس الأجر وما زال يحتل نفس المكتب. وختم المصدر انتقاداته بالقول: «خلاصة القول أن هذه الحصيلة لا يمكن إلا أن تؤدي إلى عدم التوقيع على العقد البرنامج مع الحكومة، لأن الحكومة تطالب بتبرير مفصل لكل ما صرف. وللأسف ليست هناك تبريرات لكل هذا. هذا دليل على الارتجالية في التدبير والعشوائية في التسيير، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والعاملون الأصليون بها هم ضحايا سوء التدبير والتسيير الذي يحرمهم من حقوقهم. ورأى مصدر آخر أن مشاكل المديرية العامة للشركة لا يمكن عزلها عن المشاكل التي تعصف بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مضيفا أن العلاقة المتشنجة بين الرئيس المدير العام فيصل العرايشي والمدير العام محمد عياد أفضت إلى حالات شاذة داخل الشركة، جعلت البعض يقول إن التلفزيون يسيره العرايشي ويتحكم في كل مساراته، لاسيما في الجانب التواصلي و«الإنتاجي»، في حين أن محمد عياد انفرد بالإذاعة، وله فيها سلطة العقد والحل المطلقة بما يشبه التوافق غيرَ المعلَن، مع بقاء السؤال معلقا عن الطموحات بعيدة المدى التي يتطلع إليها كل من عياد والعرايشي، مع الحديث عن قرب هبوب رياح التغيير على الشركة الوطنية.