دشن المنتخب المغربي الأولمبي لكرة القدم مشاركته في الألعاب الفرنكفونية المقامة في لبنان بفوز هام على المنتخب السينغالي بهدف لصفر سجله اللاعب المراكشي الغزوفي في الأنفاس الأخيرة من المباراة التي كانت في أغلب أطوارها متكافئة، وعرفت ندية بين الطرفين في مواجهة أدارها الحكم اللبناني علي عدي على أرضية ملعب رشيد الحريري بصيدا. واضطر المنتخب المغربي لمواجهة السينغاليين بعد التعديل الذي طرأ على أجندة المباريات إثر الانسحاب المفاجئ للمنتخب المصري، ومن المنتظر أن يشكل الانتصار حافزا لأشبال المدجربين الحداوي والإدريسي لمواصلة المشوار، حيث سيواجه المغاربة منتخب فرنسا بعد غد. وفي موضوع آخر شهدت المدينة، حالة من الهلع أثارت مخاوف مجموعة من الصحافيين وممثلين عن الوفود المشاركة بالألعاب الفرانكفونية المقيمين بإحدى الفنادق وسط مدينة بيروت، بعدما سمع ذوي إطلاق نار دام لخمس دقائق وهو الأمر الذي اعتقد البعض، أنه مؤشر لحرب على الأبواب، لكن استفسارات الضيوف أفضت إلى اكتشاف مصدر إطلاق النار الذي لا يعدو أن يكون مجرد فرح بعرس تعيشه المنطقة وهي الطلقات التي يطلق عليها اسم «العامرية». وصاحب عمل الوفود الإعلامية المرابطة ببيروت اللبنانية لتغطية الدورة السادسة للألعاب الفرانكفونية والتي تمتد من السابع والعشرين إلى غاية السادس من أكتوبر، صعوبات عديدة عقدت مأمورية التغطية الصحافية للأحداث، فالقرية الرياضية الفرانكفونية التي يتواجد فيها الرياضيون بعيدة جدا عن مقر إقامة الصحافيين، وتقع بضواحي بيروت، وإذا رغب زميل في زيارة القرية فعليه قطع مسافة ثلاثين كيلومترا، في ظرف زمني يقدر بثلاثين دقيقة بواسطة سيارة أجرة، وأداء ما يناهز 25 أو 30 دولار كثمن الخدمة لسائق الطاكسي، وهو ما يصعب مهمة الالتقاء الصحافيين بالرياضيين المشاركين في الدورة، هذا إلى جانب أن الرياضيين ممنوعين من مغادرة القرية الرياضية، والتي هي في الأصل عبارة عن مدينة جامعية تعد من أكبر الجامعات العربية، كما أن الحواجز الأمنية المرابطة في كل مكان والتي تتكون من المخابرات اللبنانية والحرس الجمهوري، ولواء التدخل والجيش اللبناني، أعطت الانطباع على أن لبنان لم يتخلص من هواجسه الأمنية، بل إن صحفيا سويسريا قدم لتغطية الأحداث الفرانكفونية الثقافية علق على هذه النقطة الساخرة بالقول:»جئت لأرى راقصات فإذا بي أرى جنودا». وبخصوص هذه النقطة السلبية حول كثرة الحواجز الأمنية، أوضحت اللجنة المنظمة أن سبب ذلك يعود إلى أن البلد خارج من حرب وأنه من الضروري التكثيف من الاحتياطات الأمنية حتى تمر الدورة على أحسن ما يرام، وحتى لا يحدث أي انفلات أمني، قد يجهض الدورة. وشملت التغطية الأمنية الاستثنائية مقر إقامة الوفود الإعلامية للدول المشاركة في الدورة الفرانكفونية، حيث يلاحظ أنه في كل طابق من الفندق تصادف استنفار أربعة مفتشي شرطة لبنانيين بزي مدني موحد يسهرون طوال الأربعة والعشرين ساعة على راحة الوفود. وظلت الوفود الصحافية تنتظر الإفراج على بطاقات الاعتماد بل إن مباراة المغرب ضد المنتخب السنغالي برسم الجولة الأولى عن المجموعة الأولى والتي أجريت أول أمس السبت بمدينة صيدا، تمت تغطيت أطوارها دون أي اعتماد حيث تابعها كثير من الإعلاميين من المدرجات كبقية المتفرجين، بل إن بعض الزملاء الصحافيين اضطروا إلى تحويل جواز السفر إلى بطاقة صحافية معتمدين على المهنة التي تكتب عادة في الصفحات الأولى لجواز السفر حتى يقنعوا رجال الأمن بهويتهم المهنية الصحافية ويستطيعوا الولوج إلى أرضية الملعب، لجمع تصريحات اللاعبين والمدربين، بل إن بعض الصحافيين لم يحصلوا على اعتماداتهم إلا بعد نهاية مراسيم حفل الافتتاح، الذي نظم أمس الاثنين بالمدينة الرياضية كميل شمعون ببيروت.