لأول مرة، تعلن شركة «سما دبي» الذراع العقاري لمجموعة «إعمار» الإماراتية عن عدم مشاركتها في «سيتي سكيب» «أكبر معرض عقاري في العالم الذي سيقام في أوائل أكتوبر المقبل، وأوضحت «إعمار» في بيان لها الأسبوع الماضي إنها ستركز على إتمام وتسليم مشاريعها في الداخل والخارج. هذا القرار التي اتخذته الشركة الإماراتية محكوم بالتغيرات الهيكلية التي شهدتها تحت تأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي، وما تسبب فيه من تعليق وإلغاء الكثير من مشاريعها، ومن بينها مشروع «أمواج» العقاري السياحي على ضفاف نهر أبي رقراق، وقد علمت «المساء» أن الاجتماع الذي كان مقررا عقده أواخر شهر رمضان الماضي لم ينعقد بسبب عدم استعداد الطرف الإماراتي للقاء الشركاء المغاربة في إطار الشركة المختلطة المشرفة على برنامج «أمواج». مسؤول في وكالة تهيئة أبي رقراق أشار لجريدة «المساء» إلى أن الاجتماع سيعقد خلال شهر أكتوبر المقبل، وسيتم خلاله وضع النقط على الحروف لدفع عجلة مشروع «أمواج» الذي تعثر بسبب المشاكل المالية للشريك الإماراتي، وأضاف أن الحسم في مستقبل المشروع لا يمكن أن يتم في غياب «سما دبي» التي طلبت إمهالها بعض الوقت ريثما ترتب أوراقها الداخلية. وحول السيناريوهات المطروحة في حال استمرار أو مغادرة «سما دبي» لمشروع «أمواج»، وهي المشرفة عملياً على أشغاله، قال المسؤول السابق إن الشركاء المغاربة قادرون ماليا وتدبيريا على مواصلة أشغال المشروع وحدهم، ولكن لا بد من انتظار القرار النهائي ل «سما دبي» حول الاستمرار أو التوقف عن المشاركة في الشراكة. وكان رئيس مجلس إدارة الشركة العامة العقارية محمد أوغناية قد صرح للزميلة «لوسوار» يوم الثلاثاء الماضي أن أخذ شركته، وهي فرع صندوق الإيداع والتدبير، لمساهمة «سما دبي» في مشروع «أمواج» يبقى احتمالا واردا من بين الاحتمالات المطروحة، ولكنه لا يوجد أي قرار في هذا الاتجاه، وهو مرتبط بإبداء الشريك الإماراتي لموقفه وقراره إزاء مشاركته في المشروع. وأضاف أوغناية أن تولي الشركة العامة العقارية لأسهم «سما دبي» عملية تتطلب إجراءات قانونية طويلة. تجدر الإشارة إلى أن «إعمار» ليست وحدها من بين الشركات الخليجية من قرر عدم المشاركة في معرض «سيتي سكيب 2009»، بل هناك أيضا شركة «نخيل»، وكلا الشركتين قالتا إنهما سنبحثان أمر المشاركة في سيتي سكيب 2010 بناء على أهدافها واستراتيجيتها وإعلاناتها في العام القادم. وكانت الشركات العقارية الخليجية قد أطلقت مشاريع جديدة بمائة مليار دولار في معرض العام الماضي الذي نظمته دبي في أكتوبر 2008، لكن الأزمة العالمية التي بدأت عقارية، تسببت في تعليق أو إلغاء الكثير من تلك المشاريع، وللاستعداد لمرحلة ما بعد الأزمة قامت مجموعة إعمار العقارية بعملية اندماج مع ثلاث شركات محلية هي سما دبي ودبي للعقارات وتطوير.