تنطلق اليوم، الاثنين، بكل العمالات الطبية عبر التراب الوطني عملية التلقيح الخاصة بالحجاج المغاربة المتوجهين إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج هذه السنة، والتي ستستمر إلى غاية ال 16 من أكتوبر المقبل. وأكد جمال جرير، مسؤول بمعهد باستور، في اللقاء التحسيسي الذي نظمته فيدرالية وكالات الأسفار في المغرب، بتنسيق مع وزارة الصحة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجمعة الماضي بالدار البيضاء، أن المعهد يتوفر على التلقيحات الخاصة بالزكام الموسمي والتهاب السحايا، في حين لا يتوفر على التلقيح الخاص بأنفلونزا (إتش 1 إن 1)، وأنه من المستبعد جدا أن يحصل المعهد عليه في غضون الفترة المتبقية على انطلاق موسم الحج. ودعا جرير الحجاج إلى التوجه إلى العمالات الطبية التابعين لها ليستفيدوا من التلقيحات وليس إلى معهد باستور، مشيرا إلى أن المعهد نسق مع كل العمالات على الصعيد الوطني، وهو ما احتج عليه الحجاج الحاضرون وبعض المنظمين، مؤكدين أن موسم الحج الماضي سجلت به عدة ثغرات بهذا الخصوص، وحملوا المسؤولية لمعهد باستور، المزود لهذه التلقيحات، ودعوه إلى تحري الضبط والدقة لتيسير العملية على كافة الحجاج. وأكد الدكتور عبد العزيز برقية، ممثل وزارة الصحة، في عرض قدمه في اللقاء نفسه، أن وزارة الحج السعودية اشترطت أن يكون التلقيح بأسبوعين على الأقل قبل التوجه إلى الديار السعودية لأداء المناسك، لذلك انطلقت عملية التلقيح مبكرا في المغرب، حيث إن أول رحلة ستكون مبرمجة حوالي ال12 نونبر المقبل، وقال برقية عن التلقيح إنه يحمي من الإصابة حتى 90 في المائة. ودعا الدكتور برقية الحجاج الحاضرين، ومعهم المرشدين الدينيين، الذين يكونون الأقرب إلى الحجاج والتأثير فيهم، إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة واتخاذ الحيطة والحذر تجنبا للإصابة والنصح في ما بينهم، من قبيل تجنب البصق على الأرض، واستعمال سجادة فردية للصلاة، وتجنب تبادل السلام عن طريق اليد أو التقبيل، لأن اليد تشكل أهم عنصر في الإصابة ونقل المرض بالإضافة إلى الإفرازات. وأضاف برقية أن خطورة أنفلونزا (إتش 1 إن 1( تكمن في أنه مرض قد يتطور إلى الوفاة وأن أعراضه قد لا تظهر بسرعة،(من يوم إلى سبعة أيام) علما أن المريض ينقل العدوى ابتداء من 24 ساعة من تاريخ الإصابة، ومن أعراض المرض: السعال، آلام في الرأس، ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام في الحنجرة، بالإضافة إلى خاصيتين مميزتين للمرض، وهما القيء والإسهال. وأكد الدكتور برقية أن تسعة ملايين مغربي قد يصابون بالمرض، من بينهم خمسون في المائة سيخضعون للراحة بمنازلهم مع أخذ الأدوية اللازمة ولن يكونوا بحاجة إلى المكوث بالمستشفيات، في حين أن1 في المائة سيحتاجون إلى الرعاية بالمستشفيات مدة ستة أو سبعة أيام، وهو العدد الذي لا يمكن للمؤسسات الاستشفائية استيعابه. لذلك يقول برقية :» هذه الجائحة تتطلب اتخاذ الحيطة والحذر تجنبا للإصابة». وأضاف عبد العزيز برقية أن المرض من المتوقع أن يخلف 0.4 حالة وفاة في المغرب. وخصصت وزارة الصحة ميزانية 850 مليون درهم لتوفير الأدوية ووسائل الحماية من المرض..