بعد سلسلة من التحريات والمراقبة، تمكنت مصالح الشرطة القضائية بالرباط خلال هذا الأسبوع من اعتقال شخصين ينتميان إلى شبكة متخصصة في الدعارة الراقية، كانت تقدم خدماتها إلى الأثرياء المغاربة والأجانب، وتعمل على استغلال عدد من القاصرات لتلبية نزواتهم الجنسية. المتهمان -اللذان وقعا أخيرا في قبضة رجال الأمن، بعد أن تواريا عن الأنظار لمدة طويلة وجمدا أنشطتهما بشكل مؤقت، على إثر ورود اسميهما في عدد من الملفات التي بقيت مفتوحة لدى المصالح الأمنية- كانا ينشطان في إعداد سهرات تحت الطلب لعدد من الأثرياء، خاصة منهم الأجانب، عن طريق إعداد فيلات وشقق مفروشة بالأحياء الراقية بالرباط، كحيّي الرياض وأكدال، لاحتضان سهرات وليالٍ حمراء، تؤثثها فتيات، من بينهن قاصرات، يعمل المتهمان على الاتصال بهن وتحديد مكان وموعد السهرة والمبالغ التي ستمنح لهن بعد تنفيذ المهام المطلوبة منهن، والتي كانت تتوزع ما بين الرقص وتقديم خدمات جنسية. المتهمان، اللذان لا يتجاوزان 30 سنة من العمر، خضعا -حسب مصادر مطلعة- لتحقيق مكثف أثبت تورطهما في الدعارة الراقية، حيث كانا يشغلان تحت إمرتهما عددا من الفتيات اللواتي يتم استدعاؤهن بناء على الطلبات والمواصفات المحددة من طرف الزبائن. كما كانا يعملان على تجهيز محل السهرة بكل ما يلزم من خمور وأطعمة، وكانا يتقاضيان مبالغ مالية كبيرة من الزبائن، ومنهم مغاربة، إضافة إلى مبالغ أخرى على شكل عمولة، يتم خصمها من الأموال التي تسلم إلى الفتيات، اللائي ينحدر معظمهن من أحياء شعبية بالرباط وسلا وتمارة. مصادر مطلعة أكدت ل«لمساء» أن مصالح الأمن لازالت تواصل البحث والتحري عن عدد من الأشخاص الذين يحتمل تورطهم في هذه الشبكة التي كانت تسخر عشرات الفتيات في الدعارة، في الوقت الذي أحيل فيه المتهمان على أنظار العدالة لمحاكمتهما بتهمة إعداد أوكار للبغاء.